اليمن يُمهل.. والكيان يرتجف: معادلة النار تقترب من تل أبيب
في زمنٍ تحسب فيه إسرائيل خطواتها على وقع المقاومة، لا يأتي صوت صنعاء إلا حاسمًا، ولا تتحرك صواريخها إلا لهدفٍ واضح كسر الحصار عن غزة وتثبيت معادلة الردع، صحيفة معاريف العبرية لم تخفِ القلق الإسرائيلي المتصاعد، إذ حذّرت من أن الساعات القادمة قد تشهد دويّ صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط الكيان المحتلّ.
مع انقضاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها السيد القائد عبدالملك الحوثي للعدو الإسرائيلي لرفع الحصار عن غزة، يقف الاحتلال اليوم أمام معادلة يمنية صارمة لا تقبل التهاون، فإما رفع الحصار أو مواجهة وابل جديد من الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من جنوب الجزيرة العربية.
لم يكن الهدوء اليمني خلال الأيام الماضية إلا استراحة محارب، والاحتلال الإسرائيلي يدرك ذلك جيدًا. فمع اقتراب انتهاء المهلة التي وضعتها صنعاء، تتزايد المخاوف في تل أبيب، حيث كشفت صحيفة معاريف العبرية عن استنفار إسرائيلي غير مسبوق في الوسط والجنوب المحتلّ، تحسبًا لوابل جديد من الهجمات اليمنية. ووفقًا للصحيفة، فقد وضع جيش الاحتلال أنظمة الدفاع الجوي في أعلى درجات التأهب، وعلى رأسها منظومة "حيتس" لاعتراض الصواريخ الباليستية.
وفي بيان رسمي نقلته رويترز، أكدت فيه جهوزية صنعاء لاتخاذ اجراءات عسكرية مباشرة فور انتهاء المهلة المحددة، وعدم تراطعها عن موقفها ما لم يتم رفع الحصار عن غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية و أن القوات المسلحة في حالة جهوزية كاملة لاستئناف عملياتها العسكرية، وسط مؤشرات على أن الهجوم القادم قد يكون أكثر قوة ودقة مما سبق.
لم يكن الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى تحليلات سياسية ليدرك جدية التهديد اليمني. فالتجارب السابقة أثبتت أن القوات المسلحة اليمنية لا تطلق تهديدات فارغة، بل تترجمها سريعًا إلى عمليات عسكرية نوعية تضع إسرائيل في موقف دفاعي. وتأتي حالة التأهب الإسرائيلية لتؤكد أن الاحتلال بات مقتنعًا بأن الضربة اليمنية قادمة لا محالة، وأن منظومات دفاعه الجوي ستوضع في اختبار جديد أمام صواريخ يمنية طوّرت قدراتها بفضل الخبرات الميدانية المتراكمة خلال سنوات الحرب.
مع كل صاروخ يمني يعبر الأجواء نحو فلسطين المحتلة، تتضح معالم معادلة ردع جديدة في المنطقة، معادلة فرضتها صنعاء بقوة السلاح والإرادة الصلبة. وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتوقع أن تنحصر جبهاتها مع لبنان وغزة، جاءت اليمن لتؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد تخص محيطها المباشر فقط، بل أصبحت قضية أمة كاملة على استعداد لتقديم التضحيات من أجلها.
إذا لم يرفع الاحتلال حصاره عن غزة خلال الساعات المقبلة، فقد يجد نفسه أمام عاصفة من النيران اليمنية التي لا تعرف التراجع.