بعد الهجمات على قواعدها.. واشنطن تدرس الانسحاب من سوريا
فيما تتواصل العمليات ضد القواعد الأميركية في سوريا والعراق، حديث أميركي عن نية واشنطن الانسحاب من سوريا/ في أولى ثمار ونتائج هذه العمليات التي تؤكد المقاومة العراقية استمرارها نصرة لغزة ومقاومتها.
دخلت المقاومة الإسلامية في العراق في جبهتها المساندة للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى مرحلة التصعيد والضرب بقوة بشكل لافت، عبّرت عنه سلسلة العمليات التي بدأتها منذ السبت الماضي/ هذه العمليات توجّه رسالة ميدانية بأن هدف إخراج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق وسوريا هو في مسار تنفيذي تصاعدي متكامل مع دور إسناد المقاومة الفلسطينية التي تواجه عدواناً أمريكياً إسرائيلياً وحشياً منذ اكثر من مئة يوم.
هذا الهدف على ما يبدو سيتحقق مع الحديث داخل الأروقة الاميركية عن نية واشنطن الانسحاب من سوريا، اذ نشرت وسائل إعلام أميركية بينها موقع المونيتور ومجلة فورين بوليسي تسريبات متقاطعة تحدّثت عن انسحاب وشيك للقوات الأميركية من سوريا، وهو ما جرت مناقشته خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في الثامن عشر من الشهر الحالي.
طرح الانسحاب من سوريا لا يُعتبر أمراً جديداً يؤكد مراقبون، إذ كانت واشنطن قرّرت سحب قواتها نهاية عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب قبل أن يتراجع الأخير عن قراره الذي اقتصر حينها على انكماش للقوات في بعض المناطق النفطية، بالإضافة إلى قاعدة التنف عند المثلّث الحدودي مع العراق والأردن، جنوبي البلاد.
ومنذ التدخل الأميركي في سوريا عام 2014، بذريعة محاربة تنظيم داعش، ومن ثم السيطرة على منابع النفط في الشمال الشرقي السوري، عوّلت دمشق على المقاومة كونها السبيل الأفضل لدفع القوات الأميركية إلى الخروج من سوريا، وهو النهج الذي بدأ يتبلور بوضوح خلال العامين الماضيين، قبل أن يتصاعد بشكل واضح بعد حرب غزة، إذ تجاوز عدد العمليات التي نفّذتها فصائل المقاومة في سوريا المئة عملية.
هذا ويشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن وجود 900 جندي أميركي في سوريا، فيما جرى الحديث عن إرسال 1500 جندي آخر إلى سوريا والعراق خلال الشهر الماضي. كما جرى تضمين سوريا ضمن موازنة الدفاع الأميركية وتخصيصها بمبلغ 156 مليون دولار لصالح صندوق التدريب والتجهيز لتعزيز قدرات القوات الشريكة لوزارة الدفاع في مكافحة تنظيم داعش وفق زعمها، وهو ما كان يشير إلى تمسك البنتاغون بالوجود في سوريا، قبل أن يتبدّل الموقف مع تصاعد وتيرة هجمات المقاومة. الا انه يبقى المؤكد في ظل كل هذا ان الاحتلال الاميركي في سوريا والعراق وفي ظل المقاومة المتصاعدة ما هو الا امر مؤقت، وان لم تخرج واشنطن بكامل ارادتها، فانها ستخرج بالقوة عاجلا ام آجلا.