من بيت حانون إلى نتساريم المقاومة تكثف عملياتها: لا قدرة للعدو على التمركز
في ميدان غزة عشرات العمليات القتالية سجلتها المقاومة خلال الساعات الماضية من بيت حانون إلى نتساريم ما يجبر العدو وفق محللين عسكريين على إعادة النظر في جدوى البقاء في محور نتساريم بعدما وجد أن المقاومة تستطيع، وهي في ذروة الحرب التي تستنزف قدراتها وقواها
كثّفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، خلال اليومين الماضيين، حضورها على خطوط التماس المؤثّرة كافة في قطاع غزة، وتحديداً عند خاصرة القطاع، والتي تتمركز فيها قوات العدو في محور نتساريم الذي يفصل شماله عن وسطه وجنوبه.
ومنذ أول من أمس، شهد المحور المذكور حفلة ميدانية، شاركت فيها كل من كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين حين قصفت تلك الأذرع مواقع العدو المستحدثة في هذه النقطة، بوابل من قذائف الهاون الثقيلة.
وخلال الساعات الماضية أطلقت سرايا القدس رشقتين صاروخيتين في اتجاه مستوطنات غلاف غزة، في رسالة اقتدار تؤكد فيها المقاومة أنها، وبعد أكثر من مئتي يوم من الحرب، تحافظ على بنيتها التحتية وخلاياها العاملة في الميدان، وتُمسك أيضاً بخيوط العمل التي من شأنها أن تؤثّر في توجهات صانع القرار الإسرائيلي، الذي كان حتى وقت ليس ببعيد، يتحدّث عن حضور دائم في القطاع، يصل إلى حد تولي إسرائيل بنفسها إدارة الشؤون الحياتية للسكان، بعد صناعة قيادات عشائرية وأهلية بديلة، أو في أدنى الحالات، تحويل غزة إلى ساحة رخوة للعمل الدائم، تشبه إلى حدّ ما الضفة الغربية التي يمكن لجيش العدو أن يجتاحها ثلاث مرات في اليوم، من دون أن يُخدش له في بعض المناطق جندي واحد.
لا شيء تحقّق للعدو بعد كل تلك الأشهر، بل إن الوقائع الميدانية أجبرت العدو على إعادة النظر في جدوى البقاء في محور نتساريم بعدما وجد أن المقاومة تستطيع، وهي في ذروة الحرب التي تستنزف قدراتها وقواها، أن تُشاغله من الاتجاهين الشمالي والجنوبي للحاجز المستحدث.
ولم يجد جيش العدو سوى إعادة الحرب إلى مربّعها الأول على صعيد حدّة وكثافة القصف الجوي، ومضاعفة أعداد المجازر المرتكبة بحق العائلات الآمنة، حيث نفّذ خلال الأيام الثلاثة الماضية، العشرات من الغارات الجوية التي تسبّبت في استشهاد أكثر من 30 مواطناً. كذلك، دكّ سلاح مدفعيته العشرات من المنازل والأهداف التي كانت قُصفت في وقت سابق، في ما بدا رداً على الرشقات الصاروخية، لا يملك غيره لغياب الأهداف.
أيضاً، لا ينفّذ الاحتلال عمليات توغّل في الوقت الحالي، ولذا، زاد من وتيرة عمل الطائرات المُسيرّة في استهداف الأفراد. أما المقاومة، التي أثبتت أنها قادرة على امتصاص كل الضربات الكبرى، فإن هذا الشكل من التصعيد، أصبح بالنسبة إليها روتيناً ليس بوسعه أن يحقّق في صفوفها ما لم تحقّقه الآلاف من الغارات والمئات من الأحزمة النارية التي كانت تُنفّذ في وقت متزامن، وتستمر ساعات طويلة.