مفاوضات الدوحة تراوح مكانها.. والمقاومة تتمسك بشروطها
لليوم الثالث على التوالي، تتواصل الاجتماعات التفاوضية في الدوحة دون أي تقدم فعلي في التوصل الى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.. وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة على المفاوضات عن تلقي حماس مسودة اقتراح لهدنة جديدة، تقابل الاخيرة تعنت ومراوغة العدو بالتمسك بشروطها دون أي مساومة أو تنازل.
على وقع المفاوضات المستمرة في الدوحة لليوم الثالث على التوالي، لم تخف المقاومة الفلسطينية رغبتها في المضي قُدماً، إلا انها وفي الوقت نفسه تتمسك بشروطها دون أي مساومة.. ووفق ما كشفته مصادر مطلعة على المفاوضات، فقد تلقت حماس مسودة إقتراح لهدنة جديدة. يدعو لوقف إطلاق نار لمدة أربعين يوما بغزة مع تبادل للأسرى.
مصادر مطّلعة على المفاوضات أكدت أن النقاش دخل فعلاً في التفاصيل التطبيقية للصفقة المُفترضة، ولكن هذه التفاصيل نفسها لا تزال محل خلال، ومن الممكن أن تفجّر عملية التفاوض برمّتها. مشيرة الى أن النقاش امتدّ إلى عدد الخيام والكرفانات السكنية، وآلية إدخالها ومواقع تثبيتها في قطاع غزة.
وبحسب المصادر فإن القضايا الإنسانية المتعلّقة بالإيواء والمساعدات الغذائية والدوائية، وبعودة سكّان شمال القطاع إلى مناطقهم، تتقدّم في المفاوضات على قضية الأسرى وتفاصيلها، التي لم يجرِ بحثها بتعمّق بعد.
إلا ان العدو لا يزال يرفض الالتزام بعدد محدّد وواضح من شاحنات المساعدات، التي سيتعيّن عليه إدخالها إلى غزة، خلال الهدنة المفترضة. كذلك، يصرّ على رفض عودة الذكور البالغين إلى شمال القطاع باستثناء المسنّين وهو ما تعدّه المقاومة تفريقاً للعائلات، وتصرّ على رفضه حتى الساعة.
التركيز على القضايا الانسانية يرى فيه مراقبون حرصا واضحا من حماس لإعطاء الأولية في المرحلة الحالية للقضايا المتعلّقة بالمدنيين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم وسيما في ظل سلاح التجويع الذي يستخدمه كيان العدو بالشراكة مع واشنطن.
إلا أن دقّة مجريات التفاوض وخطورتها، تكمن في التفاصيل المتعلّقة بتبادل الأسرى، أكثر منها في الشأن الإنساني. وهي التي لم يتعمق النقاش بشأنها بعد.
وبالتوازي أفاد البنتاغون بأن وزير الحرب لويد أوستن استمع في اتصال بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت لتقييمه لمفاوضات إطلاق المحتجزين في قطاع غزة. زاعما إن أوستن وغالانت بحثا الحاجة الملحة لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وناقشا أيضا الحاجة إلى فتح طرق جديدة لإيصال المساعدات إلى شمال القطاع.