حيّ الزيتون.. قلعة المقاومة الفلسطينية الحصينة
يواجه الاحتلال الاسرائيلي في حيّ الزيتون بمدينة غزة، مقاومة شرسة متمرسة في مختلف محاور التوغل والتي فاجات العدو بتكتيكاتها القتالية. فأي أهمية لهذا الحي بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، سيما وانه يوصف بقلعة المقاومة الفلسطينية.
هنا حي الزيتون في مدينة غزة.. معقل المقاومة الفلسطينية وقلعتها الحصينة. هنا يقتل جنود العدو ويتناثر حطام دباباته الواحدة تلو الأخرى وتسقط مسيراته.. ففيه يعد مجاهدو المقاومة الكمائن المحكمة، ويخوضون مواجهات ضارية عند كلّ محاور التقدّم، محبطةً محاولة الاحتلال السيطرة على الحي.
فمنذ بداية التوغل الاسرائيلي في حي الزيتون، أقرّ إعلامه بأنّ كتيبة الزيتون هي إحدى الكتائب الرئيسية لحماس في مدينة غزة. حيث توضح مصادر ميدانية، أنّ كتائب المقاومة في حي الزيتون، ولا سيما الكتيبة التابعة لكتائب القسّام، من أكبر الكتائب لناحية عدد المقاتلين، ومن أكثرها تمرساً بالقتال والتدريب والتجهيز، وذلك بسبب الموقع الجغرافي للحيّ المواجه للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة في غلاف القطاع، وبالتالي فإنّ المقاتلين اكتسبوا خبرة قتالية جيّدة.
فالمقاومة وفق خبراء عسكريين، عملت المقاومة في حيّ الزيتون بتكتيك مختلف في طوفان الأقصى.. تكتيك ظهر من خلال عملياتها النوعية.
من الناحية الجغرافية، فإن حي الزيتون، هو أكبر أحياء قطاع غزّة، اكتسب أهميته الاستراتيجية انطلاقاً من مواجهته أبرز محاور التوغلات العسكرية الإسرائيلية تاريخياً، إضافة إلى أنه نافدة على شارعي الجلاء وصلاح الدين الذي جهد جيش الاحتلال للسيطرة عليهما، كشارعين رئيسين، بهدف فصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبيّه. إلا انه ووجه بمقاومة شرسة حيث لم يستطع الدخول إلا للجزء الجنوبي من الزيتون.
فالاذرع العسكرية لفصائل المقاومة تصدت في الزيتون لألوية متنوعة في جيش الاحتلال، والتحمت مع قوات المدرعات والمشاة. وما المشاهد التي ينشرها الإعلام العسكري لفصائل المقاومة إلا توثيق لسقوط ألوية جيش الاحتلال وجنوده، ودليل على حجم السيطرة الميدانية للمقاومة في حيّ الزيتون، على الرغم من مضيّ 4 أشهر على بدء القتال.
إذا يعيد اليوم طوفان الأقصى والمعارك البرية إلى ذاكرة الاحتلال ما شهده في العدوانيين عام 2008 و2014، حين واجهت المقاومة في الزيتون محاولات التوغّل الإسرائيلي بالكمائن النوعية التي أوقعت الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح وأجبرتهم على الانسحاب.. تاريخ يعيد نفسه اليوم مع بقاء قلعة الزيتون صامدة عصية على الانكسار.