وحدة الساحات .. الكابوس الذي يرعب كيان الاحتلال
فعلت وحدة الساحات من قبل فصائل محور المقاومة في اسناد المقاومة الفلسطينية وعدم الاستفراد بها من العدو الإسرائيلي الذي حاول جاهداً القضاء عليها بدعم امريكي بريطاني لا محدود وامام تخاذل الدول العربية المطبعة والعالمية ، وقد اثبتت فعاليتها في لجم كباح العدو الإسرائيلي في عدوانه على غزة وتكبده خسائر كبيرة سواء بالجنود أوالاليات .
ففي جبهة شمال فلسطين المحتلة عملت المقاومة الاسلامية في لبنان على استنزاف جيش كيان العدو وتخفيف الضغط على المقاومة الفلسطينية في غزة وقد استخدمت المقاومة الاسلامية أسلحة استراتيجية حديثة ودقيقة في استهدافها لجنود الاحتلال او الياته او قواعده العسكرية وكبدته خسائر لا تحصى كما تم الاجهاز على كم كبير من قدرات العدو التكنولوجية والاستخباراتية واجهزة الرصد والتجسس ، إلى جانب افراغ المستوطنات في شمال فلسطين من المستوطنين مما زاد الضغط السياسي والشعبي على حكومة نتنياهو وزيادة الانقسامات في أوساط الكيان المحتل .
أما على صعيد الجبهة العراقية فقد ساندت بضربات عسكرية بالصواريخ الباليستيه و بالطائرات المسيرة على القواعد الامريكية في سوريا والعراق وضرب اهداف حساسة في ام الرشراش و حيفا وغيرها من المستوطنات المحتلة مما اربك الكيان المحتل وشتت من تركيزه على جبهة غزة فقط بالإضافة على الخسائر الاقتصادية والعسكرية من تلك الضربات إلى جانب الضغط بالنار على الداعم الامريكي واستهداف مصالحة في المنطقة ، أما الجبهة اليمنية فقد شكلت مفاجأة المعركة و لها التأثير الأكبر على الكيان المحتل عبر قطع شريان الاحتلال الصهيوني المتمثل في ضرب المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ومنع مرور السفن لموانئ الكيان المحتل تحت المعادلة الإنسانية والمتمثلة بفك الحصار الصهيوني على غزة يقابله فك الحصار على السفن الغير إسرائيلية للوصول الى موانئ الاحتلال وعند إيقاف العدوان على غزة سيتم إيقاف العمليات العسكرية في البحر الاحمر مما اضطر الكيان المحتل إلى اللجوء الى حلفائه الأمريكيين والبريطانيين والاستنجاد بهم لفك الحصار المفروض عليه ومن اجل تحقيق هذا الهدف أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن تشكيل تحالف بحري بقيادتها تحت مسمى حارس الازدهار لحماية الملاحة الدولية كما زعمت أمريكا ولكن هدفه الحقيقي حماية السفن الإسرائيلية وهذا التحالف فشل في انجاز المهمة التي تشكل من اجلها نتيجة الضربات القوية والمركزة من قبل القوات المسلحة اليمنية على السفن الإسرائيلية والذاهبة كذلك الى الكيان المحتل ، وبعد أن تورطت الولايات المتحدة بالعدوان على اليمن فقد دخلت سفنها التجارية والحربية إلى جانب شريكتها المملكة المتحدة ضمن بنك الاهداف اليمنية وبهذا توسعت دائرة الاستهدافات لتشمل السفن التجارية والقوات البحرية الامريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي وقد تم استهداف اكثر من سفينة تجارية وحربية لأمريكا وبريطانيا وفشلت في حماية المصالح الاقتصادية والأمنية للكيان المحتل .
نحن الان امام مشهد مختلف بشكل كاملاً عما كان عليه قبل معركة طوفان الأقصى فقد ظهر بشكل جلي فشل المحور الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في تركيع الشعوب وسقط الكيان الصهيوني وقهر جيشه الذي لا يقهر ، وفقد المستوطن الاسرائيلي مفهوم الامن ، وتأكل الردع الامريكي بفعل السواعد اليمنية والعراقية وكل أحرار المنطقة ، وبالامكان القول أن ما بعد طوفان الاقصى ليس كما قبله وأن الطوفان أعاد تشكيل المنطقة برمتها وستظل إرتداداته إلى امد بعيد .