معركة البحر الاحمر: كلفة باهظة سياسيا واقتصاديا على واشنطن والغرب
معركة البحر الأحمر التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية مساندةً لغزة تكبّد الولايات المتّحدة والدول الأوروبية ثمناً سياسياً واقتصادياً باهظاً، فما خيارات الولايات المتّحدة في تلك وما تبعاتها على الاقتصاد الأوروبي؟
وضعت الولايات المتحدة نفسها أمام هزيمةٍ جيوسياسية في البحر الأحمر، حيث أنّ ضرباتها الجوية لا توقِف الصواريخ من اليمن ولا تخفف من اضطرابات الاقتصاد العالمي / هذا ما يؤكده موقع ذا انترسبت الاميركي
الموقع اكد إنّ اليمن فرض حصاراً جيوسياسياً على بايدن، إذ إنّ تصعيد واشنطن ضرباتها الجوية ضد اليمن سيزيد اضطرابات الشحن العالمية، ما سيؤدي إلى نتائج عكسية على صعيد تخفيف التداعيات الاقتصادية ويفاقم خطر اندلاع حربٍ اقليميةٍ شاملة، أمّا أيّ تفاوضٍ أو رضوخٍ للمطالب اليمنية فسيكون استسلاماً أميركياً أمام صنعاء.
وفي الكلفة المادية الهائلة التي تتكبّدها البحرية الأميركية في التصدي للصواريخ، تشير المعلومات إلى ان معترضات الصواريخ تترواح كلفتها بين 2 إلى 10 ملايين دولار وتؤكد صحيفة بوليتيكو في هذا السياق ان الجيش الأميركي يستخدم صواريخ باهظةً لإسقاط مسيّراتٍ رخيصة، ما دفع البحرية الأميركية إلى المطالبة بتمويلٍ إضافيٍ بمليارات الدولارات لتجديد مخزون الجيش من الذخائر
الكلفة المادية ليست الأمر الوحيد الذي تعاني منه البحرية الأميركية، إذ أنّها ستواجه صعوبة في إعادة صناعة هذه الصواريخ الاعتراضية المعقّدة والتي تحوي على مكونات إلكترونية يجب استيرادها، مع الإشارة إلى صعوبات تواجه سلاسل توريد الالكترونيات، وهذا بالإضافة إلى عمليات إعادة التذخير، بحسب جزيني كما ان البحرية الأميركية لا تستطيع الاستمرار بإطلاق الصواريخ لأنه في فترة من الفترات ستضطر هذه السفن البحرية إلى العودة إلى موانئ التخزين لتخزّن خاصةً إذا استمرّ اليمن بالقدرة على التحدي والمواجهة، وهذا الأمر يشكل مشكلة لوجستية ومادية عدا عن أنّ واشنطن تحاول إخفاء خسائرها وخصوصا البشرية واخرها مقتل جنديين بالبحرية الاميركية
وتأثير معركة البحر الأحمر لا يقتصر على دولٍ بعينها، بل يمتدّ إلى البنوك المركزية في أوروبا. فبحسب موقع بلومبرغ فان الارتفاع الحالي لتكاليف الشحن وآلية نقل التكلفة إلى المستهلكين وسط بطء عبور الامدادات عبر البحر الأحمر، يؤثّران على معدّل التضخم الكلي في أوروبا، ولا سيّما في ظل ارتفاعٍ تخطى الـ 300% في أسعار شح الحاويات من آسيا إلى أوروبا.