انخفاض في منسوب التفاؤل بالهدنة: واشنطن لا تريد ايقاف العدوان
فشلت جولة المفاوضات التي استمرت في القاهرة على مدار خمسة أيام، في التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعدما نسف الاحتلال كل جهود الوساطة، بمعارضته سحب قواته من القطاع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إليه، وعودة النازحين إلى شماله/ فيما واشنطن تبحث عن تثبيت امر واقع في غزة باستمرار الوجود الصهيوني وادخال المساعدات.
من هدنة مدتها ستة اسابيع الى هدنة لمدة يوم أو يومين في بداية شهر رمضان، كحدّ أقصى/ انخفض سقف التوقعات بشأن الصفقة التي جرى التفاوض عليها خلال الاجتماعات التي عقدت بالقاهرة على مدة خمسة ايام / وفيما غادر وفد حركة حماس مصر للتشاور من المتوقع ان تستأنف اللقاءات يوم السبت
وبحسب مصادر فلسطينية فان تعثّر المفاوضات بدأ أساساً من تراجع الأطراف الأربعة التي أعدّت ورقة باريس، أي الولايات المتحدة ومصر وقطر والكيان الغاصب في نهاية كانون الثاني الماضي، عن بنود الورقة، وإلغاء ترابط المراحل الثلاث، وحصر البحث في مرحلة واحدة، هي المرحلة الأولى التي تشمل إطلاق 40 أسيراً إسرائيلياً.
على ان ما تم اقتراحه من قبل تلك الدول حاليا لا يلبّي الحد الأدنى من طلبات المقاومة أو حاجات قطاع غزة، وأن فصائل المقاومة التي فوّضت حماس اتخاذ الموقف المناسب، كانت اتّفقت مع قيادة الحركة على ضرورة إعادة الجميع إلى ورقة باريس الأولى، وأن يكون هناك التزام من جانب الولايات المتحدة ومصر وقطر بوجود تهدئة مستدامة تقود إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار
.وشدّدت المصادر على أنه لا يمكن الموافقة على هدنة تبقي قوات الاحتلال منتشرة في كل مناطق القطاع، وتمنع التواصل بين سكان شماله وجنوبه. يجب سحب هذه القوات من أماكن تواجد المدنيين، وإلغاء أي رقابة لقوات الاحتلال على تحرّك الأهالي بين الشمال والجنوب
في المحصلة الجانب الفلسطيني غير راغب في هدنة لا تكون مقدمةً أو جزءاً من اتّفاق دائم لوقف الحرب، فيما يريد الجانب الإسرائيلي تجميداً مؤقتاً للقتال بثمن إطلاق عدد من أسراه والاستعلام عمّن تبقى منهم، على أن يستأنف الحرب لاحقاً بعد جرعة راحة لجنوده، من النقطة التي تجمّدت عندها.
أمّا الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فيتطلّعون إلى تمرير الأسابيع المقبلة بلا قتال، لتقديرهم أن استمرار الحرب في رمضان، من شأنه أن يحفّز شعوب المنطقة على ترجمة تعاطفهم مع الفلسطينيين أفعالاً تؤثر سلباً على مصالحهم، التي تتماهى، وإن ضمنياً، مع مصلحة تل ابيب / ومن هنا جاءت الموافقة الاميركية على إيصال المساعدات من خلال الجو أو من خلال البحر، والبحث في توفير آلية تسهّل وصول المساعدات عن طريق البحر / وهنا تخشى سلطات القاهرة، وفق المسؤولين، أن تكون التحركات الأميركية الأخيرة لضمان إدخال المساعدات إلى القطاع، بحراً أو تلك التي تمّ إسقاطها جواً، بمثابة خطوة تمهيدية لفرض الواقع الحالي، عبر عدم إحداث أيّ تغيير بشأن إخراج الاحتلال من غزة