عناد تفاوضي صهيوني يقود الجولة الى الفشل.. وحماس تصرّ على مطالب شعبها
وفيما تبدي حركة حماس المرونة اللازمة للمضي باتجاه إنجاز اتفاق، توّجته مؤخرا بالموافقة على المقترح الأخير، يراوغ الاحتلال الى اليوم ويسعى الى اطالة امد العدوان والانقلاب على مسار التفاوض/ وتقول مصادر مطلعة ان مصر التي استضافت الجولة الأخيرة ترفض الإعلان رسميا عن انهيار المفاوضات الا ان المعطيات تشي بقرب فشلها.
منذ ان وافقت حركة حماس على مقترح الوسطاء وادخلت الاحتلال في صدمة كبيرة، يراوغ الاخير الواقع في مأزق الخروج من حرب غزة بصورة نصر لا زال يبحث عنها، بورقة المفاوضات، سيما بعدما حشرته المقاومة الفلسطينية بموافقتها التي كانت مستبعدة بالنسبة للمفاوض الصهيوني.
وتقول مصادر مطلعة على ملف المفاوضات ان مصر التي استضافت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية ترفض الإعلان رسميا عن انهيار المفاوضات. الا انه ما عداها والقطريين، فإن الأطراف الباقية أعلنت بشكل أو بآخر انتهاء المفاوضات، ما يعني انهيارها، على الأقل خلال هذه الأيام.
وقد أكد رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران على وحدة الموقف الفلسطيني في الجانب السياسي والتفاوضي، مشيرًا إلى أن المطالب الفلسطينية التي ينقلها الوفد المفاوض محل إجماع وطني وشعبي وفصائلي.
وجدد بدران أن ملف التفاوض لا بد أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار تام وشامل، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم دون قيد أو شرط، والبدء بالإغاثة والإعمار بشكل مطلق يلبي حاجات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ثم الوصول إلى صفقة مشرفة لتبادل الأسرى تنهي المعاناة المستمرة لعقود في سجون الاحتلال.
وتؤكد حركة حماس أنها أبدت في كل مراحل مباحثات وقف العدوان المرونة اللازمة للمضي باتجاه إنجاز اتفاق، وتَوجت هذا التوجه بالموافقة على المُقتَرَح الأخير، قبل أن يُسارِع نتنياهو وحكومته إلى الانقلاب على هذا المسار عبر الشروع في عدوانه في رفح وجباليا وغزة، والتصعيد الوحشي لمجازره في مختلف مناطق قطاع غزة.
وشددت على أنّ هذا الموقف للرئيس الامريكي جو بايدن يؤكّد من جديد الانحياز الأميركي مع السياسة الإجرامية التي تقودها حكومة الصهاينة، واستمراره في منح الغطاء السياسي والدعم العسكري لحرب الإبادة، حيث انه وعلى رغم اعتبار العديد من المحللين قرار بايدن تعليق شحنة اسلحى للكيان خطوة نوعية في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية، لا زالت الشكوك تحوم حول مدى جدّية التحوّل في الموقف الأميركي، ولا سيما أن القرار لا يشمل حزمة مساعدات عسكرية للكيان بقيمة 26 مليار دولار، كانت قد أُقرّت الشهر الفائت، ولا سيما أن بايدن نفسه عاد وألقى خطابا خلال الأسبوع الجاري صبّ فيه جام نقده على حماس، متعهّداً بمواصلة دعم الولايات المتحدة الحازم لأمن الكيان.