رفح.. قلعة الجنوب وصندوق المقاومة الاسود عصية على الانكسار
مع تواصل التهديدات الصهيونية باجتياح رفح، تأكديدات بأن العدو الصهيوني الذي عجز عن حسم المعركة في غزّة وخان يونس طوال الأشهر الأربعة، لن يحسمها في رفح قلعة الجنوب وصندوق المقاومة الاسود.
بعد تحضيرات عسكرية وسياسية، وفي خضم المعركة في خان يونس، يروج جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية عسكرية في منطقة رفح التي تعد واحدة من أهم قلاع المقاومة في غزة، في محاولة لتحقيق انتصار مفقود، ةوورقة اخيرة يراهن عليها رئيس حكومة العدو المأزوم وجنرالاته في مواجهة الانتقادات الحادة التي يتعرض لها منذ السابع من اكتوبر.
لكن العدو نسي او تناسى ان رفح قلعة الجنوب كما يسميها الفلسطينيون، والصندوق الاسود كما تسميها المقاومة الفلسطينية لما شهدته من عمليات نوعية ضد الجيش الصهيوني شملت أسر وقتل جنود، حيث كانت، علامة فارقة بالصراع، وقد شهدت عام 2005 قبل الانسحاب الصهيوني من غزة، عدداً من العمليات العسكرية النوعية للفصائل الفلسطينية.
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر على العدوان، فإن الاحتلال لم ينجز مهمته في الشمال، حيث لا تزال المقاومة فيها فاعلة، بل واستعادت وجودها المدني، في حين لا تزال كتائب المقاومة توقع الخسائر الفادحة بالاحتلال الذي يعترف بأنه لم ينجز المهمة فيها بعد.
ولذلك، فإن توسيع العدوان ليشمل رفح سيرهق جيش الاحتلال الذي اضطر لسحب بعض أولويته من غزة، في حين يواجه استنزافا على طول الجبهة الشمالية مع المقاومة الاسلامية في لبنان، كما أن فسحة الوقت أمامه تضيق، بينما تستمر مجازره في إثارة الرأي العام العالمي وتزيد من حرج داعميه، وتهدد باتساع رقعة الحرب إقليميا، وهو ما تسعى إدارة بايدن إلى تجنبه.
وأمام ذلك، فإن العدو الصهيوني لن ينجح بتحقيق اي تقدم أمام المقاومة الفلسطينية، التي تواصل دفاعها المستميت عن حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا وأن العدو وعلى الرغم من استخدامه كل وسائل القتل والتجويع، غير أنّه لم يتمكن من تحقيق أي أهداف ميدانية.