نكبة ثانية بانتظار أبناء غزة.. ضوء أخضر أمريكي لاجتياح رفح
الغارات العنيفة التي شنها الاحتلال الاسرئئلي على رفح اللليلة الماضية تمت بمعرفة امريكية وفق ما كشفته وسائل إعلام عبرية.. فهل أعطت واشنطن تل ابيب الضوء الاخضر لاجتياح رفح؟ كيف ستنعكس على مسار التفاوض؟ وأي مصير ينتظر النازحين؟
مع إعلان العدوّ عن بدء التحضير لعملية عسكرية كبيرة تستهدف منطقة رفح جنوب قطاع غزة، سارعت الولايات المتحدة الامريكية للادعاء بأنها ترفض ذلك زاعمة أنها تشترط على تل ابيب حماية المدنيين... إلا ان الوقائع تؤكد كذب الادعاءات الامريكية حيث كشفت وسائل إعلام العدو انه خلال العملية ضد رفح الليلة الماضية، كان يتم إطلاع الأميركيين بصورة مستمرة على تطوراتها.
ففي الوقت الذي تتحدث فيه وسائل اعلام امريكية من بينها صحيفة واشنطن بوست عن ان الرئيس الامريكي جو بايدن، وكبار مساعديه، اصبحوا أقرب إلى القطيعة مع نتنياهو على وقع الخلاف حول العملية العسكرية في رفح، يشير مراقبون الى ان ما يجري على الارض وما يقال وراء الكواليس، بل حتى في العلن، يؤكد انه ليس هناك ادنى مؤشر، يمكن ان يدل الى وجود تحول استراتيجي في موقف الادارة الامريكية من الكيان الاسرائيلي، ومن حرب الابادة التي تتعرض لها غزة، وكل ما في الامر هناك اختلاف بسيط حول طريقة تنفيذ الابادة، ليس الا.
فبايدن يطالب نتنياهو، ان يقتل وفق خطة موضوعة، وليس بشكل عشوائي دون هدف، فهو بذلك سيؤثر سلبا على الوضع الانتخابي للرئيس الامريكي، بعد ان جند كل امكانيات امريكا لخدمة الحرب ضد غزة.
أمر يؤكد ان الادارة الامريكية أعطت فعلا ضوء أخضر لنتنياهو بالمضي قدما في عملية رفح، ولكنها موافقة ضمنية مشروطة باتخاذ إجراءات احترازية. فكل الادعاءات اامريكية لم تلغ حقيقة انها شريك مباشر لكيان العدو في حملة الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، بل لولاها، لما تمادى نتنياهو بجرائمه، ضاربا بالقوانين والاعراف الدولية بعرض الحائط، متجاهلا الراي العام العالمي، ومحكمة العدل الدولية.
وبالمقابل تؤكد حركة حماس أنّ اجتياح رفح سيؤدي إلى ردود فعل في المنطقة ويوسع الحرب بما لا تريده الولايات المتحدة. سيما وانها لن تجعل المقاومة تتنازل عن شروطها. بل ان أيّ جهد عسكري يطاول مدينة رفح، سيقود بالضرورة إلى نسف تفاهمات صفقة تبادل الأسرى بشكل كلّي وفق ما تؤكده مصادر مطلعة في حماس.
ووفق مراقبين فإن نتنياهو يحاول التهرّب من استحقاقات صفقة التبادل بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح، إلا ان الثابت زالمؤكد هو انه ما لم يحقّقه نتنياهو وجيشه خلال أكثر من أربعة أشهر من الحرب، لن يحقّقاه مهما طالت وان امتدت الى رفح.