مأزق نتنياهو يتعمق.. انقسامات داخلية وأزمات سياسية واقتصادية
على وقع انقاسامات داخلية وضغوط خارجية وأزمات اقتصادية، تعيش حكومة بنيامين نتنياهو الغارق في دوامة العدوان على غزة، والمتمسك بمواصلة هذه الحرب متوعدا بمزيد من التصعيد تجاه رفح. فأي مصير ينتظره على وقع هذه الازمات المركبة.
باحثا عن انتصار الحدّ الأدنى، يدور رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في دوامة العدوان على غزة.. انتصار لم يظهر له حتى الساعة أي أفق، وسيما في ظل تراكم الازمات المركبة التي تعصف بالكيان وتهدد مستقبل رئيس حكومته السياسي..
تزايد الضغوط الداخلية والخارجية في ظل انقساماتٍ حادةٍ وخلافاتٍ متصاعدة ظهرت للعلن، يقابلها نتنياهو بالمزيد من التعنت والاصرار على مواصلة الحرب وإعطاء الضوء الأخضر لعملية برية واسعة في رفح.
فخلافات نتنياهو مع أطراف عدة في حكومة الحرب والمعارضة الإسرائيلية لم تعد خافية على أحد، فضلا عن المتظاهرين في الشارع الإسرائيلي الذين بدأوا بإغلاق الشوارع الرئيسية وإشعال النيران رفضا لاستمرار العدوان على غزة والمطالبة بالموافقة على إجراء صفقة لاستعادة المحتجزين وإن كان ثمنها إنهاء الحرب.
فعلى المستوى الداخلي كشفت القناة 13 العبرية ع وقوع مشاحنات بين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بشأن عملية رفح. وأضافت القناة الإسرائيلية أن نتنياهو ينوي تحميل المنظومة الأمنية مسؤولية تأخير عملية رفح العسكرية.
بالتوازي تستمر مظاهرات آلاف الإسرائيليين في مدينتي تل أبيب وحيفا المطالبة بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل لصفقة تبادل لإعادة الأسرى من قطاع غزة.
أزمات لا تقتصر على المستوى الداخلي والسياسي، بل تتعدى ذلك الى الجانب الاقتصادي، حيث جاء تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للكيان بمثابة الرصاصة القاتلة، لحكومة نتنياهو.
فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وكالة ستاندرد آند بورز ايضا تخطط لتحديث تصنيفها الائتماني للكيان في 10 مايو المقبل، ونقلت عن محللي الوكالة قولهم إنه يمكننا خفض التصنيفات الائتمانية لإسرائيل إذا اتسع الصراع على نحو ملموس، مما يزيد المخاطر الأمنية والجيوسياسية التي تواجهها إسرائيل.
أما على المستوى الخارجي، فتتصاعد الخلافات مع الرئيس الامريكي جو بايدن، حيث نقلت شبكة إن بي سي الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن موقف بايدن من الرد العسكري الإسرائيلي يعكس انقساما متزايدا بين إدارته ورئيس الوزراء الإسرائيلي
وأمام هذا الواقع بدات الخيارات تضيق أمام نتنياهو وحكومته بعدما تبين انه غير قادر على تحقيق اي انجاز. ولعل الصدمة العسكرية التي يتعرض لها جيشه في غزة على يد المقاومة الفلسطينية ستكون الضربة القاضية له.