بايدن يناور بالهدنة: الغذاء مقابل الاسرى
وسط تباين واضح في التصريحات الفلسطينية والاميركية كما الاسرائيلية على حد سواء تسيطر الضبابية على ملف المفاوضات / فحركة حماس متمسكة بشروطها اما الاسرائيلي فيتحدث عن تقدم حذر فيما البيت الابيض يفاض بالتجويع
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وقف الأنشطة العسكرية الإسرائيلية خلال شهر رمضان، وما عبر عنه من تفاؤله بالتوصل إلى هدنة مطلع الأسبوع القادم، جدلاً واسعًا حول مدى جدية هذه التصريحات في ظل تصريحات المقاومة التي تنفي حصول أي تقدم في هذا السياق //
ويظهر أن ثمة تبايناً واضحاً بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية للمفاوضات، حيث يبدي الأميركيون تفاؤلاً مقصوداً لدفع الأطراف إلى التقدّم، بينما يكبح الإسرائيليون تفاؤل الساعات الأولى بعد اجتماع باريس، ويحذّرون من أن الصفقة لا تبدو وشيكة.
وفي هذا الإطار، نقلت هيئة البث الإسرائيلية مساء أمس، عن مسؤولين إسرائيليين أن التفاؤل حذر للغاية؛ إذ إن التقدم بطيء والفجوات كبيرة، أما المسؤولون في الكيان، فنقلت عنهم صحيفة يديعوت أحرونوت قولهم إنهم لا يفهمون سبب تفاؤل بايدن بقرب التوصّل إلى صفقة في حين نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين مطّلعين قولهم إنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الاقتراح ومطالبهم وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لأكسيوس، إنه ليس هناك مجال لكثير من التفاؤل، لافتاً إلى أنّه «ن الصعب التوصّل إلى اتفاق قبل رمضان
بالمقابل لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تتمسّك بمطالبها الجوهرية في اي اتفاق للهدنة قبل الموافقة عليه، في مقابل تذبذب في الموقف الإسرائيلي مدعوم بإصرار اميركي على تخفيف الشروط الإسرائيلية لناحية المساعدات الانسانية
.وفي هذا الإطار، تأتي خطوة إسقاط أطنان من المساعدات الغذائية، عبر عملية إنزال جوي، ، ليصل مجموع المساعدات إلى 50 طناً، علماً أن واشنطن اشترطت، شأنها شأن دولة الاحتلال، قصر المعونات على المستلزمات الغذائية، مع ضمان توزيعها على المدنيين فقط، وهو ما تابعته القاهرة مع الجهات الفلسطينية المعنية.
وبحسب المسؤولين المصريين، فإن هذه الخطوة جاءت بعد مناقشات واتصالات حذّرت من تداعيات استمرار تدهور الوضع الإنساني في القطاع، وتهديده للأمن القومي المصري في وقت انتهت فيه مصر من إنشاء معسكر الإيواء الثاني داخل غزة، توازياً مع استعدادها لإقامة معسكر جديد داخل دير البلح، بالإضافة إلى مستشفى ميداني.
وتكشف تفاصيل ما يجري من مفاوضات بين الأطراف الإقليمية والدولية وقوى المقاومة، أن من يُطلق عليهم اسم الوسطاء ليسوا سوى أدوات ضغط تستخدم معركة التجويع بصورة مباشرة ضد المقاومة في غزة. ولم يعد خافياً على أحد أن الجانبين المصري والقطري لا يلعبان دور الوسيط الساعي إلى جسر الهوة بين متنازعين، بل يتصرفان بما يرضي الولايات المتحدة الأميركية التي غطّت كل مطالب العدو.