انهاء العدوان على غزة: قرار اميركي او اسرائيلي؟
من يملك قرار وقف الحرب والعدوان على غزة هل يستطيع الرئيس الاميركي الضغط على نتنياهو لإجباره على ذلك؟ أم أن كلّ ما يقال عن اختلاف بين واشنطن وتل ابيب لا يتعدّى كونه نوعاً من تقاسم الأدوار فقط؟
منذ بدء عملية طوفان الأقصى أظهرت الولايات المتحدة تعاطفاً كبيراً ودعماً لا محدود للكيان الغاصب معلنة حقّها في الدفاع عن النفس ضد العمليات الإرهابية التي ارتكبتها حركة حماس بحقّ المستوطنين كيف لا وهي الداعم الأكبر لهذا الكيان منذ تأسيسه، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؟
تاريخياً كان الجمهوريون أكثر انحيازاً لتل ابيب بينما كان دعم الديمقراطيين للكيان الصهيوني أكثر نعومة وأكبر تأثيراً في بعض الأحيان اما بالنسبة للرئيس الاميركي جو بايدن اصغر سيناتور واكبر رئيس للولايات المتحدة بخبرة سياسية تجاوزت نصف قرن فهو محاط بادارة ضعيفة وقليلة الخبرة في شؤون الشرق الأوسط، كونه وضع استراتيجية للانسحاب الأميركي من المنطقة ليتفرّغ لاحتواء كلّ من الصين وروسيا بيد ان طوفان الاقصى قلبت كل الحسابات ...
ردّة فعل بايدن على طوفان الأقصى كانت كبيرة ومبالغاً بها من الناحية السياسية، حيث كان أول رئيس أميركي يزور الكيان الغاصب وهي في حالة حرب ....فكانت دموع بايدن الانتخابية، وتأكيده صهيونيته وإيمانه بحتمية بقاء إسرائيل، ما شجّع نتنياهو على المضي قدماً في حربه على قطاع غزة.
الموقف المعلن من قبل بايدن وإدارته يتقاطع مع موقف نتنياهو في الاستراتيجية وهي: ضرورة القضاء على حركة حماس وهنا تسقط كل نظريات الخلافات ما شكل شبه إجماع على أن الرئيس بايدن كان ضعيفاً في تعاطيه مع نتنياهو، وهذا الضعف يعود لعدة أسباب منها:
شخصية الرئيس بايدن ووضعه الصحي، وبالتالي إدارة البيت الأبيض من قبل أفراد أكثر قرباً للكيان الغاصب كوزير الخارجية بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وجون كيربي كبير المتحدّثين باسم الأمن القومي للرئيس // شخصية نتنياهو ووضعه السياسي الذي يحتّم عليه الاستمرار في الحرب مهما كان الثمن، وإلا فالإقالة والسجن هما ما ينتظره.// عدم رغبة بايدن في الدخول في صراع مع تل ابيب خاصة وأن الوقت ليس في مصلحته.// تأثير اللوبي الصهيوني، ودور الكونغرس في الضغط لإرسال المزيد من السلاح لتل ابيب هذا إضافة إلى معارضة الجمهوريين في الكونغرس لسياسات بايدن ومحاولة إفشاله. يضاف اليه غياب أي موقف عربي موحّد وقادر على الضغط على الولايات المتحدة، وإشعارها بتهديد مصالحها في المنطقة مع غياب دور أوروبي قادر على لجم نتنياهو،
تلك الأسباب وغيرها تجعل من الصعب توقّع أن يستطيع الرئيس الأميركي فيما لو اراد ذلك أن يجبر نتنياهو على وقف الحرب في غزة / خاصة وأنه لا يوجد أيّ ضغوط عليه ولكان لم يكن يتوقعه بايدن هو التهديد القادم من محور المقاومة في الشرق الاوسط وتأثير عملياتها على المصالح الاميركية وتحول نتنياهو الى عبئ على المجتمع الدولي الذي يفضل سقوطه لا بقاءه.