اليمن

القرار اليمني بمنع وصول أية بضائع إلى كيان العدوّ الإسرائيلي عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس جاء نابعا مما تمتلمه صنعاء من قدرات تمكنها مواجهة أي احتمالات لتصعيد، ليس فقط مع كيان العدو، بل مع واشنطن ايضا المشاركة الرئيسية في العدوان على غزة. 

فاليمن تدرك جيدا ضرورة الحفاظ على الجهوزية العالية لمواجهة أي تهديدات قد تطرأ، خاصة وان العدو يتربص بها ويتوعد بعمل عدائي.. إلا أنه وبلا شك، أية عمليات عسكرية ضد اليمن، ستجعل القوات البحرية اليمنية في حالة جهوزية قصوى، إذ لن تتوانى عن تلقين الأمريكي والإسرائيلي درسا قاسيا لا ينسى.

ومن هنا كانت صنعاء واضحة في الرد على إعلان واشنطن تشكيل تحالف بحري دولي بذريعة حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث اعتبر قائد المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لها، اللواء يوسف المداني، أن التحالف الجديد جزء من معركة غزو، محذّراً من أنّ أيّ مستجدات تحدث جراء التصعيد الأميركي سيكون الرد عليها قاسياً.

فصنعاء وعند اتخاذ قرار الاتحام بمعركة طوفان الاقصى نصرة لغزة، كانت على دراية تامة باحتمال أن تواجه تواطؤا دوليا عربيا ضدها.. ومن هنا فإنها جاهزة لكل الخيارات، بل ودخلت في مرحلة الاستنفار استعداداً لأيّ مواجهة محتملة، لكنها تواصل في المقابل فرض سيطرتها على المياه الإقليمية والتواصل مع السفن المشتبه في علاقتها بالكيان الإسرائيلي.

ومن هنا يؤكد خبراء عسكريون أن أمريكا وكل من معها من دول وعديد وعتاد لن يأتوا بجديد ولن يؤثروا على عمليات القوات البحرية اليمنية في البحر الاحمر.. كما أنها لن تستطيع عسكريًّا حماية السفن الإسرائيلية في نطاق مياه البحرين الأحمر والعربي من صواريخ القوات البحرية. ولن تستطيع ايضا أن تعطي أي فارق عملياتي في مواجهة الصواريخ والمسيَّرات التي سبق وأطاحت بالتكنولوجيا الأمريكية.

وبالمحصلة فإن أي اعتداء أَو حماقة ترتكبها أمريكا وتحالفها ضد اليمن ستقابله القوات التي تقف في أعلى درجات التأهب والاستعداد، بالرد المناسب الذي يؤلم كل من تسول له نفسه الاعتداء على اليمن.