عملية الاسر في جباليا: نكسة جديدة للعدو في غزة
حمل الكمين النوعي الجديد لكتائب القسام في جباليا جملة من الدلالات على رأسها حضور المقاومة القوي في شمال القطاع تحكمه بزمام المبادرة قدرته الاستخباراتية والعسكرية العالية بعد مئتين وثلاثين يوما من العدوان مقابل فشل العدو إستراتيجيا وعملياتيا وتكتيكيا
أسر جنود، هذا آخر ما يتوقعه أي متابع لما يحدث في غزة، فالإبادة، وكسر عظم المجتمع، لم يفضيا لنتيجة بعد، بل المحصلة هي أسر جنود آخرين في اليوم الثالث والثلاثون بعد المئتين
من قلب ركام جباليا كان الكمين الجديد ومحاولة إيجاد مسارات ابداعية للوصول للغايات البعيدة، وهكذا تأسر المقاومة جنودا مجددا، وتصوغ طريقتها للنصر في جباليا.
اهم ما في عملية الاسر مكانها شمال غزة/ المنطقة التي اعلن العدو تطهيرها منذ اشهر وتفكيك كتائبها/ لتؤكد العملية أن غرفة العمليات التي تدير معارك المقاومة على أعلى مستوى وان منظومة القيادة والسيطرة بخير حيث نُفذت العملية عصرا وخرج ابو عبيدة ليلا ليعلن عنها، ويبث بعدها مشاهد للعملية.
الجديد في هذه العملية هو أن من ذهبوا للبحث عن الأسرى وقعوا في الأسر، وهنا يشير محللون الى ان المقاومة ربما سرّبت معلومات للاحتلال تفيد بوجود أسرى في منطقة جباليا حتى تجره إلى مسرح عمليات متكامل جهّزته للإجهاز على مزيد من قواته وإيقاع مزيد من الأسرى والقتلى. لأنها استدرجت القوة الإسرائيلية ثم تعاملت مع قوة الإسناد التي وصلت لإنقاذها وكل ذلك جرى ونجح باياد فلسطينية رغم الإسناد الجوي والمدفعي العنيف.
اما فيما يخص المشاهد التي عرضتها كتائب القسام فان سلاح العدو الظاهر في التوثيقات ليس السلاح الشائع لدى وحدات الجيش الصهيوني المختلفة ، يبدو أنه سلاح قوة صهيونية خاصة وأحد وحدات النخبة الجيش والجنود العادين غالبًا لا يغامر بالدخول لعمق الأنفاق بنفسه .لهذا يتكتم الجيش عن الإعلان عن هذه العملية ويحاول إلقاء فشله بأنه لا يوجد شيء وأن العملية غير صحيحة ولكن التوثيقات تشير لغير ذلك
في الخلاصة فان مثل هذه العمليات ستكون فاصلة في عمر الحرب لأنها ترفع معنويات المقاومة وتكسر عزيمة الجنود الإسرائيليين، على ان ما يجري يعكس فشلا إستراتيجيا وعملياتيا وتكتيكيا لجيش العدو وذلك فما الجدوى من استمرار هذا العدوان؟