خوف إسرائيلي من حزب الله
21 تشرين ثاني , 2023

صحيفة معاريف العبرية: نصر الله يعلم أيضا أن إسرائيل وحزب الله في طريقهما إلى الحرب

الهجوم المركز الذي شنه حزب الله على مقر فرقة للجيش الاسرائيلي، مستخدما صاروخ بركان، ليس اختيارا عشوائيا، وليس من المستغرب أن يتم أيضً توزيع لقطات الفيديو من الجانب اللبناني، بعد ساعات قليلة من الهجوم. وحتى عندما ينتهي حدث من هذا النوع دون وقوع ضحايا، فإنه يعبر عن خطوة أخرى إلى الأمام، وليس رمزيا فقط. فقد أطلق حزب الله على اسرائيل خلال شهر ونصف من الحرب، أكثر من آلف قذيفة بينها صواريخ، وقنابل هاون، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار.

من اعلام العدو

صحيفة معاريف

نصر الله يعلم أيضا أن إسرائيل وحزب الله في طريقهما إلى الحرب

بقلم: تال ليف رام

الهجوم المركز الذي شنه حزب الله على مقر فرقة للجيش الاسرائيلي، مستخدما صاروخ بركان، ليس اختيارا عشوائيا، وليس من المستغرب أن يتم أيضً توزيع لقطات الفيديو من الجانب اللبناني، بعد ساعات قليلة من الهجوم. وحتى عندما ينتهي حدث من هذا النوع دون وقوع ضحايا، فإنه يعبر عن خطوة أخرى إلى الأمام، وليس رمزيا فقط. فقد أطلق حزب الله على اسرائيل خلال شهر ونصف من الحرب، أكثر من آلف قذيفة بينها صواريخ، وقنابل هاون، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار.

في اليومين الأخيرين، زاد حزب الله من النيران، ووسع استخدام صواريخ بركان القادرة على حمل ما يصل إلى نصف طن من المتفجرات، وأرسل المزيد من الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات نحو إسرائيل، وأطلق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على البؤر الاستيطانية والمستوطنات على خط النزاع والجليل الغربي.

صحيح أن حزب الله لا يزال في هذه المرحلة يطلق النار من مسافة قصيرة، ولكن حدث نوع من التصعيد في الأسبوع الأخير، وحتى لو أرادت إسرائيل الاستمرار في التركيز على هزيمة حماس في غزة، فإنها ستضطر إلى تكثيف ردود الفعل في لبنان بشكل كبير.

حاليا، لا يبدو أنه لا يوجد عامل من شأنه وقف التصعيد المستمر في الشمال، حتى لو حدث بشكل تدريجي. ففي إسرائيل، يُنظر إلى الحرب في غزة على أنها فرصة لاستعادة الردع ضد حزب الله وغيره من الجماعات الإرهابية في المنطقة، في ضوء الهجوم الكثيف والدمار الكامل الذي تشهده مدينة غزة. ومن ناحية أخرى، فإن حزب الله يفعل كل ما في وسعه ليثبت أنه، على الأقل في الوقت الحالي، مستعد لتحمل مخاطر الحرب، حتى على حساب لبنان، ويبدو أن إسرائيل لا تردعه.

حدود الحملة بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان لم تتغير بشكل كبير منذ بدء الحرب في الجنوب، ولكن يبدو ضمن الحدود التي رسمها الجانبان، أنه قد حدث في الأسبوع الماضي زيادة كبيرة أخرى، حتى لو لم ينعكس ذلك في ارتفاع عدد الضحايا في لبنان أو إسرائيل. وهنا لا تزال النسبة لصالح إسرائيل بشكل واضح، رغم أن حزب الله هو الطرف المهاجم، وقوات الجيش الاسرائيلي تخضع لمفهوم دفاعي. ففي الغارات الجوية في جنوب لبنان، وخاصة في الأسبوع الماضي، تعتزم إسرائيل انتزاع قدرات حزب الله العسكرية، التي يعدها للحرب. ويمكن التقدير أنه في الهجوم على مصنع الألمنيوم، كما قيل في لبنان، تم تدمير قدرة كبيرة لحزب الله تتعلق بالدفاع الجوي.

خلاصة القول، إسرائيل ليست مهتمة حاليا بحرب في الشمال، ولا يزال حزب الله بعيدا عن استخدام قوته النارية وإطلاق الصواريخ إلى مديات أبعد من خط التماس. وتقدّر إسرائيل أن العملية في غزة ستستمر لعدة أشهر. ومع ذلك، يستمر التصعيد الزاحف في الشمال، ويبدو أن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وحزب الله أمر لا مفر منه. والسؤال هو متى.

ترجمة: غسان محمد

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen