كيان العدو

يلفتك الممر المائي الذي يتوسط الخريطة العالمية، الذي يربط الشرق بالغرب ذلك الممر الاقتصادي التي تتنافس عليه الدول العظمى وتبني القواعد العسكرية هناك على شواطئه منذ القدم وشكلت فيه شبكة امان بحرية حيث هيمنت على الدول المشاطئ له باستثناء اليمن فان قراره بيده.

اذن الحديث هنا عن البحر الاحمر ذو الاهمية الجيوستراتيجية والتجارية و أحد المعابر الاقتصادية الاساسية في العالم حيث تمر عبره ما معدله 21 ألف قطعة بحرية سنويا حوالي 57 قطعة بحرية يوميا اي 15% من حركة السفن العالمية ذهابا وايابا ، ويتوسط مناطق مصادر الطاقة التي تشكل 60 % من الاحتياطي العالمي.

بدأت الحكاية في الكيان المؤقت بالاستناد الى روايات تلمودية كاذبة بان البحر الاحمر يعتبر بحيرة داوود ويجب السيطرة عليه ، وفي العاشر من ابريل 1949 عمد الصهاينة الى تدمير وابادة قرية ام الرشراس واقاموا مكانها مدينة سياحية وميناء ثم اصبحت اهم المواقع الاقتصادية والعسكرية للعدو الإسرائيلي اطلقوا عليها اسم ايلات التي تطالها صواريخ الجيش اليمني اليوم حيث اوقفت الحياة فيها وفرضتها نقطة غير امنه للمستوطنين منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة

بعد حرب اكتوبر 1973 حينما أغلقت اليمن مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية ادرك الكيان المؤقت مستوى الخطورة والتأثير على المنفذ الجنوبي له والرابط الأساسي لتجارته ونفطه وموارده التي يتم نقل 90%  منها عبر النقل البحري خاصة البحر الاحمر مما فرض عليه النظر الى أهمية السيطرة والتحكم في أجزاء واسعة من هذا الممر المائي بالتعاون مع الدول المشاطئة له حيث قام ببناء القواعد العسكرية على عدد من الجزر واليوم وبعد تهديدات اليمن ارسل التشكيلات البحرية المكونة من سفن الصواريخ ساعر 5 و 6 وغواصات الدولفين بالتنسيق مع شبكة الامان للولايات المتحدة الامريكية التي تتعاون مع السعودية والامارات والاردن  ومصر مما شكل لهم حالة استنزاف كبير في ظل الصواريخ والمسيرات اليمنية المستمرة والتي تتجاوز منظوماتهم باتجاه ايلات وتل ابيب.

وقد اعلن السيد عبد الملك الحوثي انه سيستهدف اي نقطة اسرائيلية في البحر الأحمر ثابته او متحركة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة  وبذلك يكون قد اعلن الحرب ايضا على الناتو وليس على اسرائيل فقط

يدرك الغرب والولايات المتحدة الامريكية جدية تهديدات الجيش اليمني سيما وانه يمتلك القدرات المؤثرة من صواريخ مجنحة ومسيرات انتحارية مما سيؤثر على حركة السفن عبر البحر الاحمر ما سيرفع الاسعار للمواد وتكاليف التأمين وهنا السؤال المهم هل ستوافق اوروبا على تضرر التجارة العالمية في البحر الاحمر خاصة بعد حرب اوكرانيا ومستوى الضرر الاقتصادي الذي لحق بها بشكل كبير.