العدو في أصعب أيامه شمالا.. والأزمات النفسية والاقتصادية تلاحق المستوطنين
وعلى وقع عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان، وصف إعلام العدو الاسرائيلي يوم أمس الاحد، بإحدى أصعب الايام التي عرفها الشمال خلال الحرب. يأتي ذلك بالتزامن مع الازمات النفسية والاقتصادية التي تلاحق المستوطنين العاجزين عن العدوة الى منازلهم.
واحد وعشرون صافرة إنذار في الجليل الأعلى تم تفعيلها خلال ساعتين فقط، على وقع الرشقات الصاروخية التي أمطرت بها المقاومة الاسلامية في لبنان المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة.. ليصف بذلك إعلام العدو يوم أمس الاحد بأنه من أصعب الأيام التي عرفها الشمال على الحدود مع لبنان خلال الحرب.
اربعة اشهر من المعركة مع كيان العدو، انعكست بصورة مباشرة عل وضع الداخلية، وخلقت أزمات عدة لدى المستوطنين، إذ يعترف الإعلام الإسرائيلي بأنّ المزاج السائد بين الجمهور تغيّر إلى الأسوأ، فالمستوطنون باتوا يعرفون عواقب المعركة مع حزب الل، ولاسيما أنّ آلاف المنازل باتت فارغة. ووفق إحصاءٍ رسمي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ أكثر من 500 منزل ومبنى تضرر بنيران حزب الل منذ بدء الحرب.
حتى تصريحات مسؤولي الجيش الاسرائيلي لم تعد مبعث اطمئنان لهم، إذ تنقل صحيفة يديعوت أحرونوت أن رؤساء المجالس في شمال الكيان الصهيوني لم يقتنعوا بتصريح المتحدث باسم جيش العدو العميد دانييل هاغاري، والذي تناول الوضع في المشال.
فهو بنظرهم لم يتعهد للشمال بالأمن، مؤكدين انهم لم يعودوا لأنهم لا يعتمدون على جيشهم الذي فشل عمليا في الجنوب، وبالتالي سيفشل مرة أخرى في الشمال.
أزمات العدو تمتد الى اقتصاد الكيان، فبحسب الاعلام العبري تضررت الأعمال والنشاطات التجارية بصورة صعبة جداً في مستوطنات الشمال مقارنةً بالجنوب وتحديدا في كريات شمونة وشلومي مع انخفاض النفقات بنسبة تزيد عن 75% في الأسبوع السادس عشر من الحرب.
ووفقاً للبيانات، تعاني طبريا وإيلات من أضرار اقتصادية كبيرة، إذ شهدت في الأسبوع السادس عشر انخفاضاً بنسبة 20% و32% على التوالي في الإنفاق على بطاقات الائتمان مقارنةً بالمعدل الوسطي قبل الحرب.
وكانت قد اشارت التوقعات الى ان مصنع ثمار الجليل في مستوطنة حاتسور هاغليليت قد يقيل نصف موظفيه، وذلك بعد قرار إغلاقه أحد خطوط الإنتاج على خلفية المواجهة القائمة والتصعيد المُستمر مع حزب الل.
فيما قدرت صحيفة يديعوت أحرونوت الاضرار الزراعية بما يزيد على 131 مليون دولار. وفي هذا السياق يحذر معهد GFI Israel لأبحاث الأمن الغذائي عن أنّ 85% من إمدادات الكيان من البروتين الحيواني، المستوردة بمعظمها، معرضة لخطر كبير من النقص، وارتفاع الأسعار، في أي احتمال لتوسع الحرب على الجبهة الشمالية. ما يعني ان الامن الغذائي للكيان بات مهددا.