حصار البحار يخنق الكيان الصهيوني ويقوّض أمنه القومي
بإعلان القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، دخل موقف اليمن في نصرة غزة مرحلة جديدة من التصعيد
بعدما فرض اليمن قرار منع مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، متسببا في خسائر فادحة على الكيان الصهيوني، فإن قرار منع مرور السفن كافة التي تتجه إلى موانئ الكيان بمثابة حصار يخنق الكيان الصهيوني، ويقوض أمنه القومي.
الكيان الصهيوني يواجه حصاراً بحرياً شبه كامل لأول مرة في تاريخه، في تاريخه، بعزله عن أهم ممر مائي تمخر فيه سفنه ووارداته وصادراته منذ عقود، القرار اليمني المتدرج جعل الكيان الصهيوني يواجه أزمة استراتيجية تتعلق بأحد أهم مرتكزاته الاستراتيجية التي بنى أمنه القومي عليها، فإغلاق البحر الأحمر من ناحية يخنق الكيان الصهيوني ويعزله عن أسواق صادراته في أفريقيا وفي بعض آسيا، ويعزله عن تحالفات بحرية أنشأها مؤخرا،
ومن ناحية أخرى يرفع كلف الشحن عليه جراء سلوك سفنه المتجهة إليه عبر طرق شحن طويلة.
ولأول مرة في تاريخه يواجه الكيان الصهيوني أزمة تتعلق بأهم مرتكزاته الحيوية، وهو إغلاق البحر الأحمر الذي يعتبره شريان الحياة الأساسي لتجارته البحرية، ولا تنحصر الأزمة التي يواجهها على المستوى الاقتصادي بل تمتد إلى مستويات استراتيجية
مع إغلاق اليمن للبحر الأحمر أمام السفن الصهيونية، ثم إعلانه منع كل السفن المتجهة من وإلى موانئ الكيان الصهيوني، يصبح الكيان تحت حصار بحري شبه كامل، وهو ما عبّر عنه مسؤولون صهاينة يوم أمس، وما أكدته وسائل الإعلام الصهيونية أيضا.
ولا تكمن أهمية ما فعله اليمن في إغلاق البحرين الأحمر والعربي أمام الصهاينة وسفنهم- وكل السفن الأخرى المتجهة إلى موانئهم – في الجانب الاقتصادي والأضرار التجارية، بل تمس صميم الأمن القومي الإسرائيلي الذي يرتكز عليه الكيان منذ نشأته.
وللصهاينة أحلام قديمة في البحر الأحمر، عبر عنها بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني وأول رئيس وزراء للكيان، بمقولة تنتشر في الوثائق والصحافة «إنني أحلم بأساطيل داوود أن تمخر عباب البحر الأحمر، إننا محاصرون برا، والبحر الأحمر هو طريقنا الرئيسي للمرور إلى يهود العالم والاتصال بهم»..
فاذا قرار اليمن بإغلاق البحر الأحمر، يعد هو الأول من نوعه لناحية التنفيذ وأيضا لناحية أنه اشتمل على ما يشبه الحصار الكامل على الصهاينة، وتاريخيا أغلقت اليمن باب المندب في حرب 73، لكن الأمر لم يدم ولم ينفذ على نحو فعلي لفرض الحصار، كما أن اليمن قد أسقط أهم الأهداف الاستراتيجية للكيان الصهيوني منذ نشأته والمتمثلة في تأمين طرق التجارة عبر البحر الأحمر.
على المستوى العسكري فإن لدى الكيان الصهيوني قواعد كثيرة في القرن الأفريقي، أنشأها خلال العقود الماضية بهدف تأمين التجارة الصهيونية إلى أفريقيا التي اندفعت الشركاتُ التجارية اليهودية لغزوها منذ وقت مبكر، ومن شأن إغلاق اليمن البحر الأحمر أمام السفن الصهيونية أن يقطع خطوط التواصل بين الكيان وقواعده، ويؤدي إلى عزلها بحريا.