اليمن

الولايات المتحدة الاميركية تواصل محاولات إخضاع اليمن، مكرّرة استخدام الأوراق نفسها التي استُهلكت طوال حرب الأعوام التسعة بعدما وجدت نفسها عاجزة عن وقف عمليات اسناد ودعم غزة.

ومن جملة أوراق الضغط التي يجري تفعيلها، تسخين بعض الجبهات الداخلية في محاولة لإشغال صنعاء عن مهمة نصرة فلسطين، بالتوازي مع الضغط الاقتصادي من قبل واشنطن على صنعاء بواسطة وكلائها المحليين، وصولا الى عرقلة اتمام ملف السلام بما يدل مجددا على غياب الخيارات الإستراتيجية الأميركية لكيفية مواجهة التحدي الذي تشكّله القوات اليمنية ونجاحها الكبير في إطباق الحصار على كيان العدو.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة بلومبيرغ أن أمريكا أبلغت السعودية بعدم إمكانية المضي قدما في خارطة الطريق واتفاق السلام داخل اليمن حتى تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن الاتفاقات المتعلقة بما يسمى بخارطة الطريق التي رسمتها الأمم المتحدة لا يمكن أن تستمر ما لم تتوقف الهجمات اليمنية في البحر الاحمر والتي كانت قد بدأت في نوفمبر للضغط على إسرائيل من اجل إنهاء حربها في غزة، مؤكدة أن الأوامر والتوجيهات الأمريكية كانت وراء القرارات التي أعلنها البنك المركزي في عدن الذي تديره حكومة المرتزقة ضد البنوك الموجودة في مناطق المجلس السياسي الاعلى وقطع حصولهم على العملة الأجنبية.

ما كشفت عنه الصحيفة يؤكد المساعي والنوايا الاميركية التي تكشفت سابقا من خلال تصريحات السفير الأمريكي في اليمن حول عرقلة عملية السلام، بما يؤكد تحكم واشنطن بالقرار لدى الطرف الأخر.

فشل الخيارات العسكرية امام صنعاء يدفع واشنطن للبحث عن سبل اخرى رغم تجربتها سابقا وادراكها ان هذه الوسائل لن تجدي نفعا بتغيير وتبديل موقف اليمن الثابت المساند والمناصر لغزة وللشعب الفلسطيني.

بالمحصلة، فإن الضغط بورقة ملف السلام كما العمليات العسكرية والحرب الاقتصادية، لن يغيّر في قواعد اللعبة شيئاً، وصنعاء متمسكة بموقفها، مع غزة حتى تحقيق النصر.