كيان العدو

في مشهد أعاد التذكير بخطر المشروع الصهيوني على خارطة المنطقة، صرّح رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية تشمل السيطرة على أراضٍ فلسطينية وأجزاء من دول عربية كالأردن، وسوريا، ومصر.

التصريح الذي جاء في مقابلة تلفزيونية مع قناة "i24" العبرية، فجّر موجة تنديد واسعة، أبرزها من حركة حماس التي دعت الدول العربية إلى موقف واضح يشمل قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التطبيع، معتبرة أن هذه التصريحات تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، ومخططاته التوسعية التي لا تستثني أحداً.

حماس شددت على أن هذا التهديد يتطلب خطوات عربية جادة لدعم صمود الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال بدل الانخراط في علاقات مهينة معه، كما دعت المجتمع الدولي إلى إدانة واضحة ووقف الدعم لحكومة نتنياهو، التي تسعى لتوسيع العدوان استجابة لأوهام فاشية، حسب تعبيرها.

من جهتها، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رأت أن ما يحدث في غزة ليس سوى تنفيذ عملي لهذا المشروع التوسعي، داعية إلى تحرك عربي شامل لمواجهة الخطر الصهيوني الذي بات يهدد الأمن القومي العربي بأكمله.

أما الرئاسة الفلسطينية، فقد وصفت تصريحات نتنياهو بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن هذا التصعيد يكرّس سياسة استعمارية توسعية تقوّض الاستقرار الإقليمي، وتدفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى.

وردود الفعل لم تقتصر على الداخل الفلسطيني، بل جاءت الإدانات من السعودية وقطر ومصر والأردن وجامعة الدول العربية، التي وصفت تصريحات نتنياهو بأنها اعتداء مباشر على سيادة الدول العربية وتهديد خطير للمنطقة.

ووفق تقارير إعلامية، فإن مفهوم "إسرائيل الكبرى" ليس جديدًا، بل يعود إلى مرحلة ما بعد نكسة 1967، حين توسّعت حدود الاحتلال لتشمل الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان، ويُعاد اليوم طرحه في توقيت يحمل الكثير من الرسائل السياسية.

هي ليست زلّة لسان... بل تأكيد على مشروع لم يمت. مشروع تتجاوز خطورته غزة، ليمتد إلى حدود لم تُرسم بعد.