عربي

في وقتٍ يشهد فيه الشرق الأوسط تحديات متزايدة، تبرز أهمية التعاون الإقليمي في تحقيق الاستقرار والطمأنينة.

في خطوة دبلوماسية هامة جمع اللقاء بين الرئيس الايراني بزشكيان، ورئيس الحكومة العراقي السوداني، ليعكس توافقاً استراتيجياً على ضرورة تعزيز الاستقرار في سوريا ومنع التدخلات الخارجية التي قد تؤثر على مسار الأحداث في المنطقة.

هذا اللقاء يكتسب أهمية خاصة في ظل التوترات المتزايدة، حيث يعكس رؤية مشتركة للطرفين لضمان مستقبل آمن وسلمي للمنطقة.

وعقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في طهران.

وخلال المؤتمر أشار بزشكيان إلى أنّ لدى إيران والعراق هاجساً مشتركاً حول خطر تفعيل بؤر الإرهاب في المنطقة، وهو ما يتطلّب مزيداً من التعامل والحكمة بين البلدين، مضيفاً أنّ أولوية بلاده هي تنمية العلاقات مع دول الجوار وخصوصاً العراق.

والتقى بزشكيان والسوداني في طهران التي وصل إليها الأخير اليوم على رأس وفد حكومي؛ من أجل عقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين، تبحث تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير التعاون الثنائي والتطورات التي تشهدها المنطقة، ومناقشة عدد من الملفات المشتركة.

بدوره قال السوداني إنّ زيارته لإيران تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، داعياً إلى حوار إقليمي شامل يعزّز بناء الثقة بين دول المنطقة.

وأكد السوداني أنّ الاستقرار في سوريا هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، مشدّداً على ضرورة وضع حدّ للتدخّلات الخارجية في سوريا. 

كما أكد أنّ موقف بغداد ثابت في إدانة حرب الإبادة في قطاع غزة، وأنّ موقفها ثابت أيضاً لجهة ضرورة ثبات التهدئة في لبنان،  ودور العراق في المساعدة في إعادة الإعمار.

وخلال لقاء بزشكيان والسوداني بحث الجانبان العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار جهود التعاون المشترك في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية وتطوير الشراكة البنّاءة على نحو يعزّز مصالح البلدين.

كذلك شهد الاجتماع مناقشة التعاون والتنسيق في المواقف بين البلدين بشأن تطوّرات الأحداث في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وضرورة العمل المشترك من أجل إرساء الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها.

وبحث الجانبان أيضاً تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بحيث تم تأكيد استمرار جهود العراق من أجل فرض التهدئة والاستقرار في عموم المنطقة، استناداً إلى علاقات التعاون البنّاء مع إيران، والمحيط العربي والإقليمي.

وحضر المباحثات عن الوفد العراقي نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية فؤاد حسين، ووزيرا الكهرباء والتجارة، ومستشار الأمن القومي، ومستشار رئيس الحكومة، والمدير العام للمشاريع النفطية في وزارة النفط.

وشهدت المباحثات استعراض الإجراءات المتخذة من الجانبين لتفعيل مذكّرات التفاهم التي سبق توقيعها خلال زيارة بزشكيان إلى بغداد في أيلول/سبتمبر الماضي، خصوصاً تلك التي تتركّز في مجالات الربط السككي لنقل الزائرين، والأمن وضبط الحدود والطاقة والمدن الصناعية المشتركة.

إن اللقاء بين بزشكيان والسوداني يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات التي تواجهها سوريا والمنطقة بشكل عام.

التوافق على ضرورة الاستقرار ومنع التدخلات الخارجية يعكس فهماً عميقاً للواقع الجيوسياسي وأهمية الحفاظ على السيادة الوطنية للدول.

هذا اللقاء لا يعد مجرد اجتماع دبلوماسي بل هو دعوة واضحة للعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، مما يعزز الأمل في بناء علاقات قوية ومتوازنة بين الدول العربية لتحقيق الأمن الإقليمي المستدام.