دولي

منذ بداية العدوان على غزة وبعدها العدوان على لبنان،تكبدت المستوطنات الصهيونية الحدودية مع لبنان، خسائر في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، لا سيما مع خلوها من السكان وتحولها لمواقع يتمركز فيها الجيش وآلياته.

حيث تضررت مئات المنازل والمباني والمتاجر في مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، وتركزت الأضرار المباشرة في بلدة شلومي غربا وكريات شمونة بأصبع الجليل، وفق إحصاءات السلطات الإسرائيلية.

لكن هذا النزوح القسري لم يكن مجرد خطوة مؤقتة بالنسبة للعديد من المستوطنين، بل أصبح خيارًا دائمًا يعكس تعمق الأزمة وتراجع الثقة في إمكانية استعادة الحياة الطبيعية في المنطقة، وفي ظل غياب حلول شاملة لمعالجة آثار الحرب، تبقى نية العودة لدى معظم هؤلاء السكان ضعيفة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه المستوطنات وسكانها.

استطلاع إسرائيلي للرأي يؤكد أن 93% من سكان مستوطنات الشمال الذين غادروا بسبب الحرب قالوا إنهم ليس لديهم نية للعودة إلى المنطقة.

وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم، فإن مبادرة من الشباب تُدعى نتوجّه شمالاً أجرت في الأسابيع الأخيرة استطلاعاً، أظهر أنّ 93% من الشباب الذين غادروا الشمال بسبب الحرب قالوا إنهم ليس لديهم نية للعودة إلى المنطقة، لعدة أسباب أبرزها الخوف وحالة الترقب لمعرفة ما سيحدث بعد مرور 60 يوماً من الهدنة كما نص اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، قدّرت الأضرار المباشرة للمستوطنات في الشمال بنحو 5 مليارات شيكل (الدولار الأميركي = 3.56 شيكل)، في حين تقدّر الأضرار غير المباشرة بنحو 3.5 إلى 4 مليارات شيكل، من دون احتساب تكاليف القتال للجيش الإسرائيلي التي تقدّر بمليارات إضافية، وكذلك من دون احتساب تكاليف الإخلاء والمساعدات للمستوطنين.

وبالإضافة إلى الأضرار المباشرة لآلاف المنازل والشقق، تضرّرت أيضاً المصانع، السيارات، البنى التحتية، المباني العامّة وأنظمة الكهرباء والمياه.

يأتي ذلك في وقت لا يزال العدو الإسرائيلي يواصل خروقاته للاتفاق بسلسلة اعتداءات تطال يومياً القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة.