04 تشرين ثاني , 2024

اسناد اليمن لغزة.. ينزع عباءة الدور الدفاعي للغرب، دعماً للكيان

انخراط اليمن في معركة طوفان الاقصى، كشف وجه المعسكر الآخر، الذي كان يتخفى بدوره الداعم والدفاعي للكيان الإسرائيلي فقط، ليتوسط مسرح العمليات بعدوانه الهجومي محاولا منع اليمن من اسناد غزة ولبنان.

من بين كل جبهات القتال المرتبطة بمعركة طوفان الأقصى، لا يوجد ميدان ينخرط فيه البنتاغون والغرب الجماعي بصورةٍ عسكريةٍ مباشرةٍ إلى جانب العدو الصهيوني أكثر من الجبهة اليمنية. 

فهناك تخرج الإدارة الأميركية، ومعها البريطانية، من ظلال تقديم الدعم فحسب إلى الكيان الصهيوني، ومن عباءة أداء دورٍ دفاعي، مقيّدٍ ظاهرياً بالتصدي للصواريخ والمسيّرات التي تستهدفه.

كي تتوسط مسرح العمليات بنفسها وتشنَ ضرباتٍ هجوميةً متواصلةً على البر اليمني منذ بداية العام الجاري، بالتلازم مع بضع هجمات إسرائيلية مباشِرةٍ وكبيرةٍ، بعد أن اقتصر الدور الأميركي في البداية على محاولة التصدي للعمليات اليمنية ضمن نطاق البحر الأحمر.

لا يحتاج المرء أن يجتهد كثيراً كي يثبتَ مشاركة الإدارة الأميركية في العدوان على غزة ولبنان طبعاً، لكنّ انتصار اليمن لغزة، عشية العدوان الصهيوني عليها، كان من فضائله أنه فرض على الجانب الأميركي لذلك الطرف الواحد أن يكشف وجهه مباشرةً.

بمقدار ما كان من فضائله أنه وضع كل عربيٍ ذي ضميرٍ حيٍ أمام استحقاق مساندة غزة، ما دام اليمن الذي يبعد جواً أكثر من 2200 كيلومترٍ عن القدس لم يتوانَ عن دعمها ومساندتها.

تدل الآثار الموضوعية للعمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وأبعد، أنها نجحت في محاصرة الكيان الصهيوني بحرياً، وأن ميناء إيلات/ أم الرشراش أشهر إفلاسه، وأن المدينة ذاتها ماتت اقتصادياً، وأن تجارة الكيان الصهيوني مع الشرق، وخصوصاً الصين والهند، تعطلت، ومنها واردات السيارات والمعدات والآلات والمواد التموينية، وصادرات البوتاس من فلسطين المحتلة.

وإذا كان الضرر من إرباك خطوط الشحن، اقتصادياً، أكبر للشرق الآسيوي وأوروبا مما هو لأميركا الشمالية، فإن الكيان الصهيوني هو المتضرر الأكبر من الحصار اليمني، وهذا بذاته سببٌ كافٍ أميركياً، في لحظة طوفان الأقصى بالذات، كي يسعى إلى التخلص منه.

يعترف الغربيون بأنهم يعانون من فقر استخباري كبير في اليمن، فحاولوا التعويض عنه بنشر مسيرات MQ-9 التي تستخدم لأغراض التجسس أساساً.  لكن اليمنيين أسقطوا نحو دزينة منها حتى الآن، وتبلغ كلفة المسيرة الواحدة منها 30 مليون دولار فقط.

ما حدث ببساطة أن كل القوى الغربية المحتشدة في البحر الأحمر وجواره عجزت عن رفع الحصار اليمني على الكيان الصهيوني، كما أنها فشلت في مواجهة القوات المسلحة عسكرياً.

اذا الجماعة مأزومون بكل ما للكلمة من معنى إذاً، كما الكيان الصهيوني مأزوم من جراء استمرار المقاومة في غزة ولبنان. 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen