دولي

ربطاً بالاخفاقات العسكرية التي تلاحق الاحتلال في جبهتي لبنان وغزة ، جاءت تصريحات عدد من المسؤولين الصهاينة التي حمّلت حكومة نتنياهو وجيشه مسؤولية الفشل الذريع في العمليات العسكرية المستمرة بغزة وحرب لبنان.

انتقاداتٌ لاذعة أعرب عنها مسؤولون داخل الكيان نتيجة تصاعد التهديد الذي يشكله حزب الله وتفاقم وتيرة الحرب، بالتزامن مع حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن تدهور الأوضاع في مستوطنات الشمال وعن الحالة الصعبة التي يعيشها المستوطنون في ظل غياب أي حلول.

وفي حديثه للقناة الـ ١٢ الإسرائيلية، أكد المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، العميد احتياط ران كوخاف، أن الكلام بأن حزب الله تلقى ضربة وملقى على الأرض، ليس واقعيًا أبدًا، موضحًا أنه لم ننتهِ ولم ننتصر، ولم يرفع أحد بعد الراية البيضاء، بل على العكس، معترفًا بأن قوة حزب الله لا تزال موجودة والتحدي ما زال قائمًا مستكملاً قوله سنشهد أيامًا ولحظات صعبة.

كوخاف أشار أيضا الى أن حزب الله يتجه نحو استنزافنا متسائلاً عن مدى استعداد إسرائيل لهذا السيناريو.

بدورها انتقدت المستشارة الاستراتيجية الإسرائيلية، إييلت فريش، خلال حديثها للقناة نفسها، تعامل حكومة الاحتلال مع الوضع، مشيرة إلى أن مستوطني الشمال يتعرضون لضربات يومية ويتلقون أطنانًا من الصواريخ منذ أكثر من عام بينما حكومة نتنياهو تواصل عملها وكأن شيئًا لم يكن.

وحول استهداف قاعدة غليلوت نقلت القناة الـ ١٣ عن قائد تشكيل الدفاع الجوي الصهيوني سابقًا، العميد احتياط إيلان بيتون، أن المس بقاعدة مثل غليلوت له أهمية كبيرة على صعيد معركة الوعي / مؤكدًا أن حزب الله فرض معادلة روتين يومي من الاستهدافات، يمكنه من خلالها إطلاق نحو ١٠٠ صاروخ يوميًا على إسرائيل لمدة سنة إضافية.

في السياق ذاته، حذر رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زلاتس، في حديثه للقناة الـ ١٢ من أن حزب الله قادر على مدى أكثر من سنة على إطلاق نحو ١٠٠ صاروخ يوميًا على كافة أنحاء إسرائيل، معربًا عن خشيته من عدم قدرة اسرائيل على مواجهة هذا التهديد.

وأشار زلاتس إلى المخاطر الكبيرة التي يواجهها المستوطنون في الشمال، من بينها التهديد المباشر بإطلاق الصواريخ واقتراب حزب الله من الحدود، مضيفًا أن المسؤولين يقولون بصراحة إنهم لا يستطيعون منع كل صاروخ.

كما أفادت القناة نفسها بأن نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن ٧٠% من مستوطني الشمال يفكرون في عدم العودة إلى منازلهم، بينما أفاد ٦٠% منهم بأن ظروفهم المعيشية تدهورت.

 وكان استطلاع للرأي قد كشف أن ٢٠% من المستوطنين في الشمال فقدوا وظائفهم، وأكثر من الثلث أعطوا تقييمًا سيئًا لأداء الحكومة في التعامل مع الأزمة.

هكذا هو واقع جبهة العدو الداخلية ، انقسامات وتصدّع مع غياب تامّ لأي رؤية او استراتيجية ناهيك عن إفلاس الاحتلال في بنك أهدافه وهو ما ينعكس بشكل كبير على أدائه وفشله في أرض المعركة مع معضلة إضافية اليوم ستصعّب وضعه أكثر فأكثر وهي فقدان الأمن