قدرات اليمن العسكرية.. تعقيد لمهمة البحرية الاميركية
رغم التقدم الاميركي في جمع البيانات والتحليل، فإن عدم القدرة على التعامل بفعالية مع تكتيكات اليمنيين غير التقليدية يعكس مدى تعقيد المشهد العسكري المعاصر وبالتالي تعقيد مهمة البحرية الأمريكية.
رغم تحليل البيانات التي تجمعها الرادارات وأجهزة الاستشعار الاميركية وسعيها بشكل جاد لدراسة تكتيكات صنعاء وتحليل الهجمات لتطوير استراتيجيات فعّالة لتحييد قدرات الجيش اليمني الهجومية الا ان الواقع أظهر أن البحرية الأمريكية واجهت صعوبات كبيرة في مواجهة صنعاء.
التقييمات التي صدرت من مسؤولين أمريكيين مؤخرا تؤكد أن البحرية الأمريكية فشلت فشلاً ذريعا في مواجهة الهجمات اليمنية مما يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها القوات البحرية
في حين أن البيانات والمعلومات التي جمعتها البحرية لم تستطع تقديم رؤى قيمة حول تكتيكات القوات المسلحة نتيجة التكتيكات المختلفة والتي لا تستقر على نمط معين أو أسلوب قتالي واحد
وبالتالي لم تكن تلك المعلومات كافية لتوفير حلول فعالة ومباشرة لمواجهة التهديدات التي شكلتها تلك الهجمات.
أحد الأسباب لهذا الفشل هو أن التكتيكات اليمنية تتسم بالابتكار والمرونة، حيث يستخدم الجيش اليمني أساليب غير تقليدية مثل الهجمات بالقوارب المفخخة والطائرات بدون طيار، والصواريخ وبأساليب مختلفة تجمع بين الهجمات المتتابعة والمتزامنة وغيرها
وهي أساليب قد تكون أقل وضوحا في بيانات الرادار وأجهزة الاستشعار التقليدية، اضافة الى امكانية تواجد عوامل إضافية تؤثر على فعالية استجابة البحرية الأمريكية، بما في ذلك القيود في التكنولوجيا، التحديات في تنفيذ الاستراتيجيات الدفاعية، وتحديد أولويات الموارد. رغم استثمارات كبيرة في جمع المعلومات والتحليل، فإن القدرة على تحويل هذه البيانات إلى استراتيجيات فعالة مسألة صعبة نتيجة الأساليب الابتكارية التي تستخدمها صنعاء في عملياتها الهجومية والتي كما اسلفنا لا تتبع نمطا معينا
يعترف الخبراء الأمريكيون بأن تطوير أسلحة دفاعية أقل كلفة وأكثر فعالية يمثل خطوة أساسية نحو تحسين القدرة على مواجهة هذه الهجمات. أي انه يمكن أن تشمل هذه الأسلحة تقنيات متقدمة في الدفاع الصاروخي وأجهزة التشويش الإلكتروني التي قد تعزز القدرة على اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تستخدمها قوات صنعاء.
ولكن يجب أن تدرك القوات الأمريكية أن قوات صنعاء قد تستمر في تطوير وتعزيز قدراتها الهجومية بإضافة بعض التقنيات للصواريخ والمسيرات وبالتالي ستؤدي إلى تفوقها في ساحة المعركة،
رغم التقدم في جمع البيانات والتحليل، فإن عدم القدرة على التعامل بفعالية مع تكتيكات اليمنيين غير التقليدية يعكس مدى تعقيد المشهد العسكري المعاصر وتعقيد مهمة البحرية الأمريكية.