كيان العدو

شبه صفقة هو ما يريده نتنياهو لا صفقة شاملة ، يريد استعادة الاسرى بكل بساطة لكنه لا يريد انهاء الحرب ، فهو لا يوفر فرصة الا ويكرر فيها القول إن هذه الحرب ستستمرّ حتى تحقيق النصر، ولو استغرق الأمر وقتاً، والقضاءعلى حماس، واعادة كل المختطفين، وضمان عدم تشكّيل غزة تهديداً مستقبلياً على الكيان الغاصب

هذه الخطوط الحمر التي يحاول نتنياهو رسمها عند كل استحقاق باتت محاولة مكشوفة يرى فيها المسؤولون الاسرائليون داخل الكيان وخارجه، بأن نتنياهو لا يريد صفقة أبداً، أو يريد شبه صفقة، إلا أن بعض هؤلاء أيضاً، رأى في إعادة طرح الرجل شروطاً تفاوضية، مرة جديدة محاولة للضغط على حماس وتعظيم الإنجازات من خلال الصفقة، وليس تمنّعاً عنها، فضلا عن اشاعة اجواء سلبية حول المفاوضات مقابل الإفراط في الإيجابية التي أظهرتها الأطراف الأخرى، سواء في المستوى الأمني أو في المعارضة، وحتى الوسطاء، والهادفة إلى الضغط على نتنياهو

اما المفاوض الفلسطيني فيؤكد انه لم يتبلغ حتى الساعة من الوسطاء بأي جديد بشأن المفاوضات في تاكيد على مواصلة العدو سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في جولات سابقة، في حين أشار نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، خلال مقابلة تلفزيونية، إلى أن جولة المفاوضات الأخيرة انتهت ولم يتمّ التوصل إلى شيء مشدداً على أن تشدّد نتنياهو في شروطه بشأن التفاوض يعني الفشل في الميدان وتكراره هذه الشروط التي تدلّ على العنجهية، هدفه الاستخدام الداخلي وابتزاز الوسطاء، وليس له أي قيمة على أرض الواقع على ان نتنياهو يعلم بأنّه كلما اقتربت الانتخابات لا يُمكن الضغط عليه أكثر من أجل التوصل إلى اتفاق اما واشنطن فهي لا تريد تحميله المسؤولية عن فشل التفاوض، فتراها تتحدث عن أجواء المفاوضات بحذرٍ شديد.

اذا بتنا نتحدث عن تسويف اسرائيلي يرى فيه البعض انتظارا من نتنياهو لساكن البيت الابيض الجديد / وان كان بايدن اساسا لم يبخل عليه بالدعم ، فما الذي يمكن ان يتغير في ارض جرب فيها رئيس حكومة العدو وفريقه المتشدد كل انواع القتل والدمار والاسلحة ولم ينجح في تحقيق شيئ من اهدافه ؟