في العام ٢٠٢٤.. مُقاومة غزّة صمودٌ وتحدّي
اختبر العدو الإسرائيلي، في العام ٢٠٢٤، أطول حرب في تاريخه، وجرّب فيها كل أنواع الإجرام والتدمير، قوبلت هذه الدموية التي قل نظيرها في التاريخ البشري بصمود المقاومة بوجه كل الضغوط والتحديات.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تدخل عاماً جديدًا في مقارعة قوات الاحتلال والتصدي لعدوانها المتواصل على الأحياء والمخيمات والمدن منذ ما يزيد عن 14 شهرا متواصلة.
ولا تُظهر المقاومة في قطاع غزة أي نوع من التراجع أو الانكسار أو الضعف، رغم التحديات والعقبات الجسيمة التي واجهتها بفعل اشتداد العدوان الوحشي، وتواصل الحصار، وانقطاع خطوط الإمداد الداخلية والخارجية.
وشهد العام ٢٠٢٤ عمليات شبه يومية ضد مواقع قوات للاحتلال، خصوصا في مناطق التوغل في شمال وجنوب قطاع غزة، مثّل بعضها محطات فارقة في جهود المقاومة في مقارعة الاحتلال والتصدي لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، بل واعتبر من قبل بعض المحللين صمودا أسطوريا لا مثيل له في العصر الحديث.
واستخدمت المقاومة الفلسطينية خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال 14 شهرا.
ومنذ بداية العملية البرية، تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال، إذ لا يمر يوم إلا وهناك مقاطع مصورة وبيانات عن المعارك الدائرة في مختلف محاور التوغل..
وبرزت إرادة القتال والصمود لدى المقاومة الفلسطينية على أرضها، كأحد أهم عوامل الاستمرار في مقارعة الاحتلال، والنيل منه، رغم حجم هائل من الصعوبات والمعيقات التي تحول "افتراضيا" دون استمرار أعمال التصدي والمقاومة في قطاع غزة..
فالمقاومة كيفت نفسها مع حرب طويلة الأمد التي أعدت لها العدة منذ زمن، كما غيرت بعض التكتيكات تماهيا مع المواجهة الطويلة.
ومن عيون الأنفاق المفخخة إلى الدمى وأصوات تحاكي أصوات الأسرى وصولا للأسلحة المعدة لجذب الجنود، تفننت المقاومة الفلسطينية في أساليب خداع جيش الاحتلال..
كذلك كانت الكمائن المركبة كابوسا للاحتلال، حيث كبدته خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، فضلا عن الكمائن المنفردة وعمليات القنص وتفجير العبوات والأنفاق المعدة مسبقا لاستدراج جيش الاحتلال.
لقد طورت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب من تكتيكاتها بشكل كبير، وبدا ذلك واضحا من خلال استمرارية العمليات وعجز الاحتلال عن السيطرة على منطقة واحدة في القطاع دون أن يتلقى الضربات الموجعة.