العدوان على المنشآت النووية يفشل في تحقيق أهدافه.. وقلق أمريكي من الرد الايراني
سرعان ما أثبت العدوان الامريكي على ايران فشله في تحقيق أهدافه، رغم حملة التهويل الاعلامي التي رافقت العدوان وادعت تدمير المنشآت النووية.. ففيما راهنت واشنطن على أن تؤدي هذه الضربة إلى رضوخ إيراني وعودة إلى طاولة المفاوضات، جاء الرد الإيراني الحاسم عبر الموجة العشرين وما تلاها من وعيد عسكري وسياسي بالرد المشروع، لينسف تلك التقديرات ويظهر خطأ الحسابات الأميركية-الصهيونية.
العدوان الامريكي على المنشآت النووية الايرانية، لم يحقق أي نتائج ذات قيمة استراتيجية.. أمر أكده المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والذي أشار إلى أن العمل في القطاع النووي مستمر بقوة، وأن البرنامج النووي لن يتوقف. في إشارة الى الفشل الاستراتيجي للعدوان الامريكي وما سبقه من اعتداءات اسرائيلية.
فشل يضيق خيارات الكيان الصهيوني، والذي سرعان ما فقد نشوة الانتصار الذي توهم أنه حققه في ضربته الأولى.. حيث جاءت موجة الردود الايرانية لتقلب المعادلة، وتدخل العدو الصهيونية في حرب استنزاف متصاعدة، ترتكز على استهداف مواقع حساسة واستراتيجية بصواريخ دقيقة وتُحدث دمارًا واسعًا.. ضربات لم تتوقف بالعدوان الامريكي على المنشآت النووية الإيرانية.. فبعد أن وصف الاحتلال هذه الضربات بالإنجاز التاريخي، جاء الرد الايراني الأكثر قوة وبعد ساعات قليلة، من خلال الموجة العشرين التي أدخلت صاروخ خيبر البالستي ولأول مرة إلى ميدان المعركة. رد وجهت من خلاله طهران، رسالة واضحة مفادها أنها غير مستعدة للتنازل عن حقوقها الأساسية في البرنامج النووي السلمي، وترفض الخضوع لأي وصاية أو إملاءات أميركية.
مجريات كشفت معها عن سوء تقدير واضح من جانب كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، إذ افترضا أن الضربات الأولى ستكون كفيلة بإحداث شلل وردع، يدفع إيران إلى الإسراع في التفاوض وتقديم تنازلات. لكن الواقع جاء عكس ذلك تمامًا، إذ واصلت إيران تصعيدها بوتيرة متزايدة، في حين بدا الكيان الصهيوني عاجزًا.
وفيما جاءت الضربة الأميركية، كمحاولة واضحة لدعم الكيان الصهيوني وتخفيف الضغط المتزايد عنه، نسف الرد الإيراني الحاسم تلك التقديرات وأظهر الفجوة العميقة في الحسابات الأميركية-الصهيونية.
وفي نتيجة عكسية للعدوان الامريكي، تصاعد القلق الاسرائيلي الامريكي من تبعاته، خاصة في ظل التقديرات العسكرية الصهيونية التي تشير إلى أن الحرب قد تمتد لأسابيع، وسط تأكيد على أن استمرارها بهذا الشكل يُنذر بكلفة باهظة لا طاقة للاحتلال بها. خاصة وان الداخل الصهيوني يواجه شللًا شبه تام نتيجة الخسائر الاقتصادية، وتعطّل المرافق العامة، وحالة الإنهاك التي أصابت الجيش والأجهزة الأمنية، إلى جانب توقف مصالح المستوطنين بالكامل.
فالوقائع الميدانية أثبتت محدودية القدرة الإسرائيلية على تحقيق الأهداف، إذ استمرت إيران في الرد على العدوان المستمر عليها، بل ارتقت إلى مستوى جديد برز في الضربات غير المسبوقة التي تلت العدوان الأميركي. وهو ما ضاعف الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهدّد بإطالة أمد الحرب واستنزاف قدرات تل أبيب.