من حصار حيفا الى صواريخ نوعية.. تحديات استراتيجية يواجهها العدو
تلاحق التحديات الاستراتيجية كيان العدو اثر تصاعد الجبهة اليمنية بمراحل عملياتها وتطوير اسلحتها لتطال اهداف حساسة، ويقول مراقبون ان وضع ميناء حيفا كهدف مشروع للقوات المسلحة لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يُعد ضربة قاسية للبنية الاقتصادية الصهيونية، التي تعتمد بشكل كبير على هذا الميناء كمحور رئيسي في عملها التجاري.
تحديات استراتيجية متصاعدة يواجهها كيان العدو الاسرائيلي على الجبهة اليمنية التي تتصاعد بشكل متسارع وتمضي من مرحلة الى اخرى مع اسلحة نوعية تشكل عامل قلق كبير لدى العدو.
فلم يكن إعلان ميناء حيفا هدفا عسكريا يمنيا خطوة عابرة، بل جاء امتدادا منطقيا لنجاحات ميدانية تحققت مؤخرا، وعلى رأسها شل نشاط ميناء أم الرشراش الذي يُعد البوابة الجنوبية لكيان الاحتلال، ما كشف فعالية الأسلوب الجديد في الضغط على تل أبيب عبر البحر.
ونجاح صنعاء في ضرب مرفق حيوي كهذا، شكل حافزا للانتقال إلى هدف أكثر حساسية، وهو ميناء حيفا، الذي لا يمثل فقط شريانا اقتصاديا، بل يُعد نقطة تلاقٍ بحرية مهمة في شرق المتوسط.
ويقول مراقبون إن استهداف ميناء حيفا لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يُعد ضربة قاسية للبنية الاقتصادية الصهيونية، التي تعتمد بشكل كبير على هذا الميناء كمحور رئيسي في سلاسل الإمداد والتصدير والاستيراد.
والى جانب ادراج ميناء حيفا كهدف مشروع، يواجه كيان العدو تحديا اضافيا بفعل تصاعد الهجمات الصاروخية اليمنية وأرغمت المنظومة العسكرية على إعادة النظر في أدوات الردع المستخدمة، خصوصًا مع تسجيل إخفاقات متكررة في احتواء التهديدات القادمة من عمق الجغرافيا اليمنية.
يرجع ذلك الى الحادث الذي وُصف بالاستثنائي، حين أُطلق صاروخ بعيد المدى، تفكّك في الجو قبل وصوله إلى الأجواء المحتلة ما أربك منظومات العدو متعددة الطبقات، وأدى إلى إطلاق مكثف لصواريخ الاعتراض، وهو ما خلّف شظايا وأضرارًا مادية في مناطق مختلفة.
وبالتالي تتزايد التساؤلات داخل أوساط كيان الاحتلال حول مدى جدوى التعويل على القوة البحرية بعد سنوات من الترويج لهيبة سلاح الجو، في وقت يُذكّر فيه البعض بتجربة حاملة الطائرات الأميركية ترومان التي اضطرت للانسحاب من البحر الأحمر.
ومن هنا رسائل مهمة ومتعددة تبعث بها صنعاء سيما من خلال التصعيد المدروس حيث لا تقتصر على تضامنها مع غزة، بل تتجاوز ذلك إلى مواجهة الاستكبار العالمي ضد المظلومين في المنطقة واثبات دورها في الإقليم كلاعب مؤثر ومبادر، اذ تقدم اليمن نموذجًا متطورًا في الردع غير المتماثل، يعتمد على المرونة الاستراتيجية والتأثير بعيد المدى.