اغتيال قائد ميداني وتصعيد غير مسبوق بالضفة: الاحتلال يوسّع عدوانه
في تصعيد دموي جديد بالضفة الغربية، اغتالت قوات الاحتلال القائد الميداني في حركة الجهاد الإسلامي رايق عبد الرحمن بشارات، خلال عملية عسكرية في بلدة طمون جنوب طوباس، في وقتٍ يتّسع فيه نطاق العدوان ليشمل مدناً وبلدات فلسطينية عدة، من نابلس إلى جنين وطولكرم، وسط هدمٍ ممنهج، واعتقالات، وحصار، وتحويل البلدات الفلسطينية إلى ساحات اشتباكٍ مفتوحة.
في تصعيد صهيوني واسع النطاق، اغتالت قوات خاصة تابعة للاحتلال القائد الميداني في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير المحرّر رايق عبد الرحمن بشارات، خلال عملية عسكرية في بلدة طمون جنوب طوباس، بالضفة الغربية. ومع اتساع رقعة العمليات لتشمل نابلس، جنين، وطولكرم، تتضح ملامح مرحلة جديدة من العدوان تستهدف البنية الوطنية والديمغرافية للفلسطينيين، وسط صمت رسمي من الاحتلال وقلق متزايد في الأوساط الحقوقية.
وفي التفاصيل نفذت قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال، عملية اغتيال استهدفت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير المحرر رايق عبد الرحمن بشارات، في بلدة طمون جنوب طوباس، حيث تم احتجاز جثمان الشهيد بعد تصفيته ميدانياً.
حركة الجهاد الإسلامي نعت القائد بشارات، مؤكدة أنه خاض معركة طويلة ضد الاحتلال، منذ انتفاضة عام 1987، وتعرض لمحاولة اغتيال في 2002 استشهدت خلالها زوجته، وبُترت يداه، واعتُقل أكثر من تسع سنوات، وخاض إضرابًا عن الطعام لـ53 يومًا عام 2022 رفضًا للاعتقال الإداري.
إثر الاغتيال، اقتحمت قوات الاحتلال منازل البلدة، وفرضت طوقاً أمنياً مشدداً، مع انتشار مكثّف في مختلف أحيائها، تزامناً مع اعتقال ثمانية مواطنين فلسطينيين، بينهم المطارد مراد أبو حسيب، والجريح عبد الله محمود بني عودة. كما واصلت الجرافات العسكرية تجريف البنية التحتية للبلدة.
وفي مدينة نابلس، تشهد البلدة القديمة عملية عسكرية موسّعة مستمرة منذ أكثر من 24 ساعة، يُقال إنها الأكبر من نوعها منذ سنوات، تختلف عن سابقتها في جنين وطولكرم، إذ تستهدف مركز المدينة وليس فقط المخيمات.
قوات الاحتلال اقتحمت ديوان الياسمينة، وحولته إلى مركز تحقيق ميداني، واعتقلت شابين، بعد محاصرة حارة الياسمينة. كما اقتحمت مدرسة هواش في شارع الباشا بعد تكسير أبوابها، واعتدت على المدنيين وسط المدينة بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز، واحتجزت مصابين ومنعت الطواقم الطبية من العمل.
مقاطع مصورة أظهرت إطلاق نار من مسافة صفر على شابين، وإصابة جنود الاحتلال بنيران صديقة، فيما أكدت مصادر محلية هبوط مروحيات عسكرية لإجلاء الجنود المصابين. وقد تجاوز عدد الإصابات في نابلس 60 إصابة، بينها حالتان وصفتا بالخطرة.
أما في جنين، فقد بات مخيم المدينة شبه خالٍ من السكان، في ظل حملة تهجير وهدم ممنهجة. فقد أعلنت سلطات الاحتلال نيتها هدم 400 وحدة سكنية خلال 72 ساعة، بعد تدمير 66 منزلاً سابقاً، ما يعني دماراً كاملاً لثلث المخيم، بهدف تغيير هويته الجغرافية والسياسية.
وفي طولكرم، تواصلت لليوم الرابع عمليات هدم في حارتي البلاونة والعكاشة، ضمن خطة لهدم 106 مبانٍ، تشمل أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية النعمان شرق بيت لحم، وسلمت جميع منازلها البالغ عددها 45 إخطاراً بالهدم، في خطوة تهدف إلى ضمّ القرية لحدود بلدية الاحتلال في القدس. وتعدّ هذه المرة الثانية التي تتلقى فيها القرية الإخطارات ذاتها خلال أشهر قليلة.
وفي مخيم الجلزون قرب رام الله، سُلّمت إخطارات بهدم منازل ومسجد، في إطار حملة هدم ممنهجة تستهدف التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية.
في ظل صمت المجتمع الدولي، وتوسع رقعة الهجمات، يبدو أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته لتفريغ الأرض من أهلها، وتفكيك بنية المقاومة الفلسطينية، دون اكتراث للخسائر الإنسانية أو التبعات القانونية. ومع استمرار هذه السياسة، تبقى الأرض الفلسطينية تدفع ثمن الصمود… والمقاومة.