مواجهات بين متظاهرين والشرطة في لوس أنجلوس.. وترامب يؤجّج التوتر
أعمال الشغب في ولاية كاليفورنيا الأميركية مستمرة لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على اعتقال مهاجرين، وسط انتشار لقوات الحرس الوطني التي أرسلها الرئيس دونالد ترامب.
في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارة دونالد ترامب، بدأت وحدات من الحرس الوطني الأميركي الانتشار في وسط مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، فيما أحرق متظاهرون أميركيون سيارات واشتبكوا مع الشرطة.
وتوقّفت حركة المرور على طريق سريع رئيسي لأكثر من ساعة، فيما احتشد عشرات الأشخاص على الطريق، وقام رجال هيئة الطرق السريعة في كاليفورنيا بإبعادهم باستخدام القنابل الصوتية والدخانية.
وبحسب القيادة الشمالية الأميركية فإن عناصر من فريق القتال في الحرس الوطني بدؤوا الانتشار في مواقع فدرالية بمدينة لوس أنجلوس، وأكد مكتب حاكم الولاية أن نحو 300 عنصر من الحرس الوطني تمركزوا في 3 مناطق رئيسية في لوس أنجلوس.
ويأتي هذا التحرك بعد إعلان ترامب إرسال ألفيْ جندي من الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس، متهما السلطات المحلية بالتقاعس عن مواجهة ما وصفه بالفوضى، ومهددا بتدخل فدرالي مباشر إذا لم يتم احتواء الاحتجاجات.
في المقابل، وصف حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم هذه الخطوة بأنها تحريضية واستعراضية، محذرا من أنها ستؤدي إلى تصعيد التوترات. وقال نيوسوم إن ترامب يريد الفوضى لتبرير القمع والسيطرة، داعيا المحتجين إلى التزام الهدوء وتجنب العنف.
بدوره اعتبر عمدة لوس أنجلوس أن نشر الحرس الوطني في المدينة تصعيد، في حين وصف السيناتور الديمقراطي آدم شيف قرار نشر الحرس الوطني دون موافقة حاكم الولاية بأنه غير مسبوق، مؤكدا أن هذا الإجراء يهدف إلى تأجيج التوترات وزرع الفوضى، ومحذرا من أنه قد يقوض الثقة في الحرس الوطني ويشكل سابقة خطيرة.
ويأتي هذا التصعيد في إطار سياسة ترامب الصارمة تجاه الهجرة غير الشرعية التي وصفها مراراً بالتهديد الأمني، ويُذكر أن هذه هي المرة الأولى منذ احتجاجات جورج فلويد عام 2020 التي يتم فيها نشر الحرس الوطني لمواجهة اضطرابات مدنية في لوس أنجلوس.
وشهدت المدينة خلال الأيام الماضية احتجاجات واسعة ضد حملات الترحيل التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين، لا سيما في الأحياء ذات الكثافة السكانية اللاتينية، وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة نيويورك، حيث أوقفت الشرطة عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا دعما للمهاجرين.
وتبقى الأوضاع في لوس أنجلوس مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل تمسك إدارة ترامب بسياسات الهجرة الصارمة، ورفض السلطات المحلية لما تعتبره تدخلًا فدراليا غير مبرر.