16 أيار , 2025

تقارير غربية: فشل استراتيجي أجبر ترامب على إنهاء العدوان على اليمن

أجمعت تقارير وصحف غربية على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف العدوان على اليمن لم يكن ناتجًا عن حسابات سياسية ناجحة، بل جاء نتيجة سلسلة من الإخفاقات التكتيكية والاستراتيجية، أبرزها خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، وتفوق لافت للقوات اليمنية في الدفاع الجوي، ما أجبر واشنطن على الانكفاء وتفادي مأزق عسكري مكلف.

لم يكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف العدوان الجوي على اليمن خطوة استراتيجية مدروسة بقدر ما كان انسحابًا اضطراريًا من مستنقع عسكري مكلف وعديم الجدوى، هذا ما خلصت إليه تقارير متعددة صدرت عن صحف ومراكز أبحاث غربية، في ضوء ما وصفته بسلسلة إخفاقات تكتيكية واستراتيجية أمريكية أمام القدرات اليمنية المتصاعدة.

صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن حجم الخسائر الأميركية، مؤكدة أن الدفاعات الجوية اليمنية اقتربت من إصابة طائرات أمريكية متطورة من طراز F-35 وF-16، إلى جانب إسقاط سبع طائرات MQ-9 المسيرة، ومقاتلتين من طراز F-18، وهو ما وصفته الصحيفة بالضربة الموجعة لهيبة سلاح الجو الأميركي. وأضافت أن الحملة التي استمرت قرابة الشهرين، وشملت أكثر من 1100 غارة، انتهت دون أن تحقق أي تفوق جوي أو نتيجة حاسمة، بل أحرقت فيها واشنطن كميات ضخمة من ذخيرتها المتطورة في مواجهة غير متكافئة.

صحيفة ذا هيل بدورها ربطت وقف العدوان على اليمن مباشرة بفشل الولايات المتحدة في كبح العمليات البحرية والجوية اليمنية المرتبطة بشكل وثيق بتصعيد العدوان على غزة، مؤكدة أن صنعاء باتت لاعبًا إقليميًا لا يمكن تجاوزه، بعدما أرست معادلة ردع جديدة أجبرت واشنطن على الانكفاء.

أما مجلة جيكوبين فرأت أن ما فعله ترامب في نهاية المطاف هو الهروب من مأزق خاضه دون تقدير دقيق، في محاولة لاحتواء كارثة سياسية وعسكرية تمثلت في عجزه عن ردع الهجمات اليمنية على كيان الاحتلال، الذي أصبح عرضة لتهديد صاروخي غير مسبوق من الجنوب.

في السياق نفسه، أقرّت مصادر عسكرية أميركية لموقع تاسك آند بيربوس بأن أحد صواريخ الدفاع الجوي اليمني كاد أن يصيب طائرة F-35، وهو ما اعتبره مسؤول في مركز ستيمسون "كارثة مطلقة" لو حدث. وأضافت مجلة فوربس أن هذا التهديد لن يؤثر فقط على المعنويات، بل أيضاً على صفقات تصدير F-35، خصوصاً في حال سقوط طائرة إسرائيلية من هذا الطراز فوق اليمن، وهو سيناريو مرعب للمؤسسة العسكرية الأميركية.

المخاوف الأميركية لم تكن تقنية فقط، بل سياسية أيضاً، إذ أشار الصحفي الصهيوني يوني بن مناحيم إلى أن رفض مصر والسعودية والإمارات الانخراط في غزو بري، وتآكل فاعلية المرتزقة المحليين، أسقط خيار التصعيد البري من حسابات البيت الأبيض، مضيفاً أن تصاعد شعبية أنصار الله بسبب دعمهم لغزة منحهم شرعية إقليمية متنامية، وجعلهم رمزًا جديدًا للمقاومة.

ووسط تلك التقديرات، خلص موقع The War Zone إلى أن استخدام واشنطن لطائرات B-2 الشبحية وذخائر بعيدة المدى لم يكن استعراضًا للقوة، بل اعترافًا مبطنًا بالخوف من اختراقات يمنية جديدة، بعدما أصبحت سماء الجزيرة العربية حقل اختبار قاسٍ لتكنولوجيا السلاح الأمريكي.

هكذا، ووفقًا لما جاء في الصحف الغربية، لم يكن إيقاف العدوان نابعًا من قرار سيادي ناجح، بل نتيجة سقوط الأقنعة أمام مقاومة صلبة أعادت تعريف التوازنات في المنطقة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen