حماس تتمسك بالمرحلة الثانية من الاتفاق وتل ابيب تتنل من التزاماتها
تتمسك حركة المقاومة الاسلامية حماس التي ابدت مرونة في مفاوضات الدوحة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في غزة كخيار وحيد لتحرير اسرى العدو في وقت لا تزال تل ابيب تتنصل من استحقاقات المرحلة الاولى.
لم تفض أجواء التفاؤل التي عكستها الإدارة الأميركية بعد تفاوضها المباشر مع حماس في الدوحة إلى أي نتائج تُذكر، وعلى رغم مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية لاستكمال المفاوضات عشية زيارة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف إلى المنطقة غداً أكّدت قناة كان العبرية أن الصلاحيات التي منحها المستوى السياسي الإسرائيلي للوفد المفاوض تخوّله التفاوض على تمديد المرحلة الأولى وليس وقف الحرب، وهو ما ترفض حماس مناقشته، إذ أكّد المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في تصريحات صحافية، أن حماس تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتنتظر نتائج المفاوضات المرتقبة، وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب إلى المرحلة الثانية من الصفقة.
على أن نقاط الالتقاء مع حماس والتي أفصح عنها مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر وتتعلّق بوقف الحرب والتوجّه لإعادة الإعمار، وأزعجت الإسرائيليين، لا تعكس الصورة مكتملة إذ تشترط الولايات المتحدة مقابل الهدوء المستدام لعشر سنوات، نزع سلاح المقاومة وتحويل حماس إلى حركة سياسية وهو ما ترفضه الأخيرة قطعاً، ما يعني أن سقف ما ستناقشه جلسات المفاوضات في الدوحة، والتي تستمر يومين، هو مقترح ويتكوف، والذي ينص على التمديد المؤقت لوقف إطلاق النار، مقابل تسليم نصف الأسرى الأحياء والأموات في اليوم الأول، والنصف الآخر في حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف الحرب. ويعني ذلك مقايضة أقوى أوراق القوة التي تمسك بها المقاومة، بالهدوء المؤقت والبضائع والمساعدات الإغاثية، في صفقة خاسرة تعني التوقيع على تعطيل الإعمار واستمرار الحرب بأفق مفتوح.
ويعزّز التنصّل الإسرائيلي المستمر من استحقاقات المرحلة الأولى من صفقة التبادل، تمسّك حركة حماس بمسار الانتقال إلى المرحلة الثانية كخيار وحيد لإطلاق سراح 59 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا في قبضة المقاومة. وتمثّل أحدث وجوه ذلك التنصل، بانقضاء يوم أمس من دون أن ينسحب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا، والذي يفصل القطاع عن الأراضي المصرية، علماً أن المرحلة الأولى تنص على انسحاب كلي قبل اليوم الـ50 من وقف إطلاق النار.