18 كانون الاول , 2024

العدوان على غزة.. 50 شهيداً بمتوسّط يومي

يواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة عموما وشماله خصوصا، موقعا يوميا ما متوسط خمسون شهيدا واعداد كبيرة من الإصابات.

وكأنها قنبلة نووية رميت هناك، حولت كل معالم الحياة الى صور بذاكرة اهلها وذكريات معلقة على حائط الأمل، هو ما تظهره المشاهد التي تصلنا من قطاع غزة، وبالتحديد من مخيم جباليا الواقع في الشمال الرازح تحت وطأة حصار متواصل وقصف مستمر حول أكثر مخيمات القطاع وأحيائه اكتظاظاً بالسكان، إلى أكوام من الركام، لا تكاد ترى فيها منزلاً واحداً قائماً على أعمدته، بينما تنتشر جثامين الشهداء التي تنهشها الكلاب في الشوارع. ومن وسط مدينة غزة حيث يمكن للأهالي النازحين في الخيام النظر إلى أقصى شمال القطاع، تتكرر المشاهد نفسها منذ أسابيع طويلة: غارات عنيفة تطلق أقماعاً من الرماد، وسحابة سوداء كبيرة لا تفارق الأجواء.

ووسط ذلك كله، تتواصل جريمة الإبادة بحق كل مَن يتحرك؛ إذ ارتكب جيش الاحتلال، أمس، أربع مجازر جماعية راح ضحيتها أكثر من 40 مواطناً. وقصفت طائرات العدو الحربية منزلاً لعائلة الداعور في مشروع بيت لاهيا كان يسكنه نازحون من عائلة الملفوح، ومنزلاً آخر لعائلة عودة. وتسبّبت الغارتان في استشهاد 20 مواطناً، بعضهم استغاث ساعات من دون أن يستطيع أن ينقذهم أحد، وحين وصل إليهم الجيران مع شروق الشمس كانوا قد فارقوا الحياة، قبل أن تغير الطائرات المُسيّرة مجدداً على الجيران الذين حاولوا انتشال جثامين الشهداء. كذلك، قصفت الطائرات الحربية منزلاً لعائلة القريناوي في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة نازحين من عائلة واحدة، وحين وصلت إليهم طواقم الدفاع المدني، وجدت النيران تشتعل في أجسادهم. ومع ساعات المساء، شنّت الطائرات الحربية غارة على منزل يعود إلى عائلة بطاح في مقابل البوابة الغربية لمستشفى «كمال عدوان». وكان المشهد كما رواه الصحافي إسلام أحمد كالتالي: «قُصف المنزل الملاصق للمستشفى، فوصل المصابون جرياً على الأقدام والنيران تشتعل في أجسادهم، ووجوههم تأكلها النيران وجلودهم تتفحّم، فيما يحاول الأطباء والممرضون إطفاء النيران لكي يستطيعوا تقديم الخدمة الطبية للجرحى». وتسبّب هذا القصف في ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة سبعة آخرين بحروق من الدرجة الثالثة البالغة الخطورة.

هي احداث تتشابه في القطاع، حلقات من مسلسل توحش صهيوني يقتل فيه جيش الاحتلال يومياً ما متوسطه 50 فلسطينياً.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen