العمليات المشتركة بين المقاومة اليمنية والعراقية تطلق شرارة الردع الإقليمي
في خطوة تعكس تحوّلاً نوعيًا في موازين القوى الإقليمية وفي تصعيد نوعي ومركّز نفذت القوات المسلحة اليمنية، بالتعاون مع المقاومة الإسلامية في العراق، ثلاث عمليات استهدفت أهدافًا استراتيجية حيوية في عمق فلسطين المحتلة كرسالة قاسية للاحتلال ان المنطقة لم تعد تقتصر على ساحات القتال التقليدية، بل أصبحت جبهات متكاملة قادرة على استهداف قلب العدو أينما كان.
العمليات الثلاث التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالتعاون مع المقاومة الإسلامية في العراق تشكل نقطة تحول مفصلية في مشهد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تُبرز بجلاء مستوى التنسيق العسكري الاستراتيجي بين محاور المقاومة في المنطقة.
باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، استهدفت القوات المشتركة مواقع حيوية في شمال فلسطين المحتلة ومنطقة أم الرشراش جنوبًا، مما يعكس تكاملًا تكتيكيًا غير مسبوق في التنسيق بين جبهات المقاومة. هذا التعاون ليس مجرد تحالف عسكري، بل هو تجسيد حقيقي لوحدة القرار والهدف بين فصائل المقاومة، يعكس قدرة متزايدة على فرض معادلات جديدة على الأرض، حيث لا يُترك للاحتلال مجال للهروب من طيف الردع المشترك الذي بات يلاحقه من كل اتجاه. هذه العمليات هي أكثر من مجرد ضربات عسكرية؛ إنها رسالة استراتيجية محورية، تؤكد أن المقاومة في هذه المنطقة قد تجاوزت حدود الجغرافيا السياسية، وأصبحت شبكة متكاملة قادرة على توجيه ضربات موجهة في عمق العدو، بترابط يعيد صياغة قواعد اللعبة الإقليمية.
اعلان القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها ثلاث عمليات مشتركة بالتعاون مع المقاومة الإسلامية في العراق ضد أهداف إسرائيلية خلال 48 ساعة والتي شملت استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع شمالي فلسطين المحتلة ومنطقة أم الرشراش (إيلات) جنوبًا، تسلط الضوء على تحوّل استراتيجي في معادلات الردع والمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
هذه العمليات المشتركة تكشف عن مستوى جديد من التنسيق بين قوى المقاومة في المنطقة. القوات المسلحة اليمنية، التي برزت كلاعب إقليمي فاعل بعد معركة "طوفان الأقصى"، باتت تضيف بُعدًا نوعيًا للصراع الإقليمي اما مشاركة المقاومة العراقيpة فتُظهر امتداد نطاق المواجهة إلى أكثر من ساحة، مما يؤكد تصاعد التهديدات ضد الاحتلال الإسرائيلي في إطار دعم الفلسطينيين.
استهداف منطقة أم الرشراش، التي تعد بوابة إسرائيل الجنوبية على البحر الأحمر، له أبعاد استراتيجية. أولاً، يضرب الموقع في عمق الجغرافيا الإسرائيلية، ما يؤكد قدرة المقاومة على الوصول إلى أهداف حيوية. ثانيًا، يحمل رسالة مزدوجة الأولى تتعلق بتوسيع دائرة المواجهة لتشمل العمق الإسرائيلي، والثانية تتصل بترابط ساحات المقاومة وامتدادها خارج حدود فلسطين.
التنسيق بين القوات اليمنية والعراقية يعكس وحدة الموقف الإقليمي ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه في غزة. هذا التحالف الجديد يتحدى التفرّد الإسرائيلي بالساحة الفلسطينية، ويضع الاحتلال أمام تهديدات متعددة الجبهات. إضافة إلى ذلك، تزامن هذه العمليات مع استمرار استهداف السفن الأمريكية في البحر العربي وخليج عدن، ما يربط عمليات المقاومة بالتصدي للهيمنة الغربية الداعمة للاحتلال
فمنذ انطلاق "طوفان الأقصى"، استمرت القوات اليمنية بإطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات، وعملياتها الأخيرة تؤكد نجاحها في استنزاف الاحتلال. استخدام صواريخ "فلسطين 2" الفرط صوتية يعكس تطوراً نوعياً في القدرات التقنية والعسكرية للمقاومة، ويثبت جدوى التنسيق العملياتي بين الأطراف المناهضة للاحتلال.
اما رسائل العمليات للكيان فواضحة المقاومة لم تعد تقف عند حدود غزة أو جنوب لبنان، بل امتدت إلى العراق واليمن وللإقليم هناك توازن قوى جديد يعيد ترتيب أوراق المواجهة الإقليمية مع الاحتلال انا الرسالة للمجتمع الدولي فهي ان اي تجاهل معاناة الفلسطينيين سيؤدي إلى تصعيد شامل يتجاوز حدود فلسطين، مما يجعل الاحتلال محور تهديد للاستقرار العالمي.
العمليات المشتركة بين المقاومة اليمنية والعراقية تشكّل رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي الحصار والعدوان لن يمرّا دون رد. التحالفات الإقليمية التي تتشكل اليوم تؤسس لمرحلة جديدة من النضال، حيث تتكامل الجهود العسكرية والسياسية لإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الصراع العالمي. الاحتلال بات في مواجهة شبكة واسعة من التحديات، مما ينذر بتحولات كبيرة في معادلات القوة في المنطقة.