سوريا.. دور استراتجي في طوفان الأقصى
في ظل الهجمة الارهابية الشرسة على سوريا واتهام دمشق العدو الاسرائيلي بشكل مباشر في زعزعة امن أراضيها يبرز الدور الاستراتيجي لسوريا ضمن معادلة وحدة الساحات والى جانب محور المقاومة ما يجعلها هدفا للاعتداءات الاسرائيلية.
استراتيجية الموقع السوري في المنطقة عمومًا وفي محور المقاومة خصوصًا، جعلت من دور سوريا استراتيجيًّا ذي آثار استراتيجية في الصراع العربي الاسرائيلي تتجاوز مصلحة الردود والأدوار الآنية والتفاعلية القصيرة المدى.
فسوريا تتحمّل، قيادة وشعبًا، أعباء دعم المقاومة في فلسطين على الرغم من كل الضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية عليها، محليًّا ودوليًّا.
عدا عن ان العدو يحمل سوريا مسؤولية دورها الاستراتيجي في زيادة التهديدات عليه من قبل المقاومة الفلسطينية في الداخل أو الحركات المقاومة الداعمة من الخارج.
ففي العمق الجغرافي لمحور المقاومة تؤمّن سوريا العمق الجغرافي الضروري في حماية المحور، وهو باتجاهين: دفاعي لجهة نقل الشخصيات والمراكز وهجومي من ناحية الجولان المحتلّ، الحدود التي يخشاها العدو الإسرائيلي ويسعى لتأمين حزام آمن على تخومها
اما في الدعم اللوجستي فتوفّر سوريا الممر الآمن ما بين ساحات المحور، إيران والعراق ولبنان، الممر للسلاح والشخصيات.
تشكّل سوريا نقطة الوصل التي ينجم عنها تهديد الكيان المؤقّت كما تقدّم الدعم اللوجستي لحركات المقاومة التي تشارك في العمليات التنفيذية ضد الكيان في نصرة غزة.
هذا وتؤمن سوريا الاحتياط الاستراتيجي الذي يشكّل الورقة الرابحة في لعبة الصراع الإقليمي، وهذا الدور منوط به رسم التوازنات بدقة حتى اللحظة المناسبة في إعادة هيكلة خارطة قوى الصراع في المنطقة. تمثّل سوريا رصيد المقاومة الاستراتيجي وهي جزء من قوة المقاومة في الحفاظ على المبادرة والمباغتة.
هذا الدور الاستراتيجي لسوريا يدحض ادّعاءات البعض بأن سوريا تشكّل خاصرة المقاومة الرخوة، ما يجعلها عرضة لاستهداف الكيان بشكل مستمر ودون أي ردود أو تدخّل في طوفان الأقصى، على الرغم من اشتعال جبهةالجنوب اللبناني، وانخراط الجبهتين العراقية واليمنية. على العكس، إنّ ثقل الساحة السورية في موازين القوى الإقليمية، وقوة تأثير دور الدعم السوري في حماية القضية الفلسطينية من العوامل التي تدفع الكيان إلى عدم الغفلة عن الجبهة السورية فالأخيرة شريكة في مواجهة الحرب على غزة، جنبًا إلى جنب مع باقي قوى المقاومة، وفق قاعدة وحدة الساحات التي تلحظ استقلالية كل ساحة وخصوصياتها، وتسمح لكل ساحة بهامش من المرونة تتحرّك فيه وفق إمكانياتها وظروفها، وتحدد بناء عليه آليات مشاركتها الفاعلة.