معركة الاستنزاف تشتعل على الجبهة الشمالية
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية الفلسطينية، حيث تتواصل المعارك العنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
العمليات الأخيرة، سواء من جهة المقاومة أو القصف الإسرائيلي المكثف على عدة مناطق لبنانية، تشير إلى تحول كبير في طبيعة الصراع مع تزايد استهداف البنية التحتية والمواقع العسكرية من كلا الجانبين.
يبدو أن المقاومة قد رفعت من وتيرة عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، مركزة ضرباتها على مراكز تجمع الجنود والمواقع الحيوية لدى الاحتلال.
فعمليات القصف الصاروخي التي طالت مستوطنات إسرائيلية مثل كريات شمونة وكرمئيل إضافة إلى استهداف تجمعات الجنود في مواقع مثل المالكية ومركبا، تعكس قدرة المقاومة على توجيه ضربات دقيقة ومنسقة ضد العدو.
كما أن إسقاط المقاومة لمسيرة إسرائيلية من نوع “هرمز 900” يؤكد تفوقها في مجال الدفاع الجوي، حيث تمكنت من تحييد إحدى الوسائل الهامة التي يعتمد عليها الاحتلال في تنفيذ عملياته الاستطلاعية والهجومية.
وبالتزامن مع ذلك، استهدفت المقاومة مربض المدفعية في “أودم” وقواعد أخرى، مما يشير إلى نية المقاومة تقويض القدرات النارية للعدو وإضعاف تحركاته على الجبهة الشمالية.
على الجانب الآخر، رد الاحتلال الإسرائيلي على عمليات المقاومة بقصف مكثف طال العديد من المناطق اللبنانية، في محاولة للضغط على المقاومة عبر استهداف البنية التحتية والمدنيين.
الا أن ما يميز هذا التصعيد هو التحول من مواجهة على نطاق محدود إلى عمليات واسعة النطاق من كلا الطرفين.
فالمقاومة تبدو مصممة على توسيع هجماتها ضد المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، في حين يحاول الاحتلال الضغط على المقاومة عبر ضرب المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وإلى جانب التكتيكات العسكرية، يبدو أن الحرب النفسية تلعب دورًا أساسيًا في هذه المواجهة.
فالمقاومة تعتمد بشكل كبير على توجيه رسائل قوية من خلال ضرباتها الصاروخية الدقيقة، مدعومة ببيانات الإعلام الحربي التي توثق الهجمات وتظهر قدرات المقاومة في استهداف العدو في عمق مواقعه.
في المقابل، يبدو أن الاحتلال يحاول زعزعة صمود الشعب اللبناني عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية.
فالضربات الجوية المكثفة التي استهدفت المنازل والمرافق الحيوية إلا أن هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية، حيث يعزز من صمود الشعب اللبناني ودعمه للمقاومة.
وعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي ومحاولاته المستمرة لضرب المقاومة في العمق، إلا أن العمليات الإسرائيلية لم تحقق حتى الآن النتائج المرجوة، حيث فشلت الغارات في تحقيق اختراق استراتيجي كبير، فيما تستمر المقاومة في ضرب العمق الإسرائيلي، مما يزيد من الضغط على حكومة الاحتلال ويخلق حالة من الرعب بين المستوطنين في المناطق المستهدفة بصليات الصواريخ التي لا تزال غير مُخلاة من المستوطنين.
بناءً عليه، وفي ظل استمرار هذا التصعيد، يبدو أن المنطقة مقبلة على مزيد من الاشتباكات والمعارك، فالمقاومة أثبتت قدرتها على الصمود والمبادرة في مواجهة أعتى الآلات العسكرية الإسرائيلية، بينما يحاول الاحتلال الإسرائيلي اللجوء إلى تكتيك العقاب الجماعي عبر استهداف المدنيين.
ومع تزايد الضغوط على الجانبين، يبقى التصعيد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بما في ذلك احتمال توسيع رقعة المواجهات لتشمل مناطق جديدة في لبنان أو حتى الأراضي الفلسطينية المحتلة. فيما الأكيد أن المقاومة اللبنانية قد رسخت معادلة جديدة تقوم على الردع المتبادل، حيث باتت أي محاولة إسرائيلية للتقدم أو التصعيد تقابل برد فوري ومؤلم من المقاومة، مما يضع إسرائيل في مأزق استراتيجي قد يمتد لفترة طويلة