بالصواريخ والمسيرات.. اليمن تعصف بقوة الردع الامريكية وتقلب المعادلة الاقليمية
ورقة العقوبات.. السلاح القديم الجديد الذي تستخدمه الولايات المتحدة الامريكية في وجه اليمن بعد إخفاقها عسكريا وعجزها عن إيقاف العمليات اليمنية في مسرح العملياتا البحرية.. عجز يتجلى اليوم بعد أن عصفت القوات المسلحة بقوة الردع الامريكية وغيرت بمسيراتها وصواريخها البالستية المعادلة الاقليمية.
في مرحلة نهاية عصر الهيمنة والقوة دخلت الولايات المتحدة الامريكية منذ أن قررت القدوم ببوارجها العسكرية ومدمراتها الى المنطقة لمواجهة القوات المسلحة اليمنية.. فرسميا انتقلت واشنطن التي صنفت بلا شك لعشرات السنوات على انها الاقوى عالميا إلى مرحلة تآكل الردع.
المتتبع لمسار الأحداث منذ السابع من اكتوبر وحتى اليوم يدرك مدى تراجع قدرة الردع الاميركية.. ليس فقط في وجه المقاومة الفلسطينية التي رسمكت اسطورة طوفان الاقصى، بل ايضا في وجه القوات المسلحة اليمنية التي غيرت بمسيراتها وصواريخها المعادلة الاقليمية وعصف بالقوة والهيمنة الامريكية.
وفي محاولة امريكية لاستعادة جزء من هيبتها المفقودة، ها هي اليوم تتسلح من جديد بورقة العقوبات، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أواخرَ الأسبوع الماضي عن عقوباتٍ على شركات وسفن نقل مشتقات نفطية تتعامل مع اليمن متوهمة أن هذه العقوبات سيبدل موقف اليمن حيال نصرة غزة، او استمرار حصار موانئ الكيان الإسرائيلي.
سلاح ليس بجديد، حيث تعرضت اليمن منذ سنوات وتحديدا مع شن العدوان السعودي، لسلسلة من العقوبات الأمريكية المتوالية، تجددت اليوم عبر تجميد مفاوضات السلام وتصنيفِ صنعاء بالإرهاب واستخدام برنامج الغذاء لإيقاف المساعدات ونقل البنوك من العاصمة صنعاء وغيرها.
إلا أن هذه السياسة العقيمة أظهرت وفق مراقبين حجمُ الإخفاق الامريكي بعد أن فشلت عسكريًّا ودبلوماسيًّا، ومدى تضاؤل الخيارات الأمريكية ومحدوديتها في محاولات كسر إرادَة اليمنيين لوقفِ الحصار عن سفن الكيان المؤقَّت، حَيثُ تتخبط واشنطن في إطلاق العقوبات والتهديدات، بينما الواقعُ يشيرُ إلى حقائقَ مختلفةٍ، تعزِّزُ من موقف صنعاء وتوجُّهها، دون أن ينال الإجراءُ الأمريكي من مكانة وقوة صنعاء.
وما هزيمة حاملة الطائرات آيزنهاور وانسحابها على وقع ضربات القوات المسلحة اليمنية، ثم مغادرة القطع البحرية البريطانية لمياه البحر الأحمر وخليج عدن، إلا تأكيد على العجز الأمريكي الغربي في مواجهة اليمن، وفرض الأخيرة للسيادة على البحر الأحمر وباب المندب، ما يفتح الباب أمام تحولات جديدة في التوازنات الإقليمية والدولية تصب جميعها في مصلحة محور المقاومة.