29 تموز , 2024

حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور.. إلى مثواها الأخير

يتزايد إحباط البحرية الأمريكية من الفشل في البحر الأحمر والإخفاق في ردع القوات المسلحة اليمنية، وفي هذا السياق تبرز الاعترافات الامريكية لصعوبة ما واجهته في المعركة البحرية التي كان اخر تداعياتها فرار حاملة الطائرات ايزناهور.

ليس عرضًا مسرحيًّا ولا فيلمَ خياليًّا، بل ملحمةٌ واقعيَّةٌ مسرحُها البحرُ الأحمر وبطلُها القواتُ المسلحة اليمنية، وحكايتُها عن حامِلات الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت دي آيزنهاور.

بدايةُ الأحداث، كانت مع إعلانِ عمليةِ (طوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر 2023م؛ ففي اليوم التالي أرسلت واشنطن حاملةَ الطائرات آيزنهاور إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؛ لتنظم الى اخريات، كان الهدفُ الأمريكي من هذه الخطوة ردعَ التصعيد المتوقَّع من دُوَلِ وحركاتِ المقاوَمةِ المسانِدةِ لفلسطينَ وغزةَ، بحسب تصريحِ مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الذي زعم على نحوٍ واضحٍ وفَـجٍّ: إنَّ نشرَ السفن الحربية يشير إلى التزام واشنطن الحازم بأمن "إسرائيل" وتصميمنا على ردع أية دولة أَو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذه الحرب.

كانت أعينُ البيت الأبيض على إيرانَ وحزبِ الله بالدرجة الأولى، إلا أن دخولَ جبهةِ اليمنِ إسنادًا لفلسطين بعد 25 يوماً من العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة، شكَّلَ مفاجَأةً للعدوِّ الأمريكي والإسرائيلي، وحين تصاعدت العملياتُ اليمنيةُ في البحر الأحمر، أدرك الأمريكي -الذي تولَّى المعركةَ بالنيابةِ عن الكيان الصهيوني- أن اليمنيين لا يمزحون، وهكذا صدرت الأوامرَ إلى "آيزنهاور" للتحَرُّكِ إلى البحر الأحمر، بعد أن رابطت شرقِيَّ المتوسط لأكثرَ من شهرٍ دونَ أي تهديد.

شقَّت حامِلةُ الطائرات الأمريكية طريقَها المعتاد، دونَ أن تدرِيَ أنها مقبلةٌ على رحلة شاقة ومصيرية، هي الأسوأُ في تاريخ سِجِلِّها الحَافِلِ بالردع وإرهاب الخصوم..

كانت آيزنهاور قد انخرطت في التصدِّي للصواريخ والمسيَّرات اليمنية، وتعاملت معها على نحوٍ جيدٍ، لكن ما بعد خِطاب السيد، بدأت المتاعبُ تلاحِقُ آيزنهاور ومَن عليها، فقد اشتدَّت عملياتُ القوات اليمنية في البحر الأحمر كَمًّا ونوعًا، وباتت آيزنهاور في حالةِ استنفار مُرهِقٍ على مدى خمسة أشهر، كانت كفيلةً لأن ترفعَ الرايةَ البيضاء وتلوذَ بالفرار في نكسة مدوّية أمامَ العالَمِ أجمعَ.

لكن ما تحاشته آيزنهاور بسرعةِ الفرار لم يَحُلْ دونَ الانهيار المعنوي والهزيمة المدوِّية للولايات المتحدة الأمريكية وسُمعتِها العسكرية.. وما كان سِرًّا بالأمس غدًا اليومَ فضيحةً كبيرةً سطَّرتها كُبْرياتُ الصحف الأمريكية، التي نشرت العديد من التقارير كاشفة عن جوانب من هذا الفشل التاريخي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen