الهروب من البحر الأحمر يعمّق خسائر سفن التجارة المرتبطة بالعدو
خسائر متراكمة تتكبدها السفن المرتبطة بالعدو المبحرة عبر رأس الرجاء الصالح هربا من ضربات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، لتصطدم إثر تغيير مسارها بجملة من الأعباء الإضافية، بما يحقق هدف صنعاء بتشديد الحصار وخنق العدو.
لأول مرة في تاريخه، يواجه كيان العدو الصهيوني حصاراً بحرياً شبه كامل بعزله عن أهم ممر مائي تُبحر فيه سفنه ووارداته وصادراته منذ عقود، مع استمرار قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر الملاحة على سفن العدو والمرتبطة به، لتواجه هذه السفن اعباءا إضافية اثر تحويل مسارها.
وعن ما تواجهه سفن التجارة، تحدثت وسائل اعلام اميركية كاشفة عن بعض من التحديات والاعباء والمخاطر التي تواجه هذه السفن الهاربة من استهداف القوات المسلحة اليمنية لها في البحر الأحمر على خلفية ارتباطها بالعدو الصهيوني.
وكالة بلومبرغ الأمريكية وفي هذا الاطار تطرقت الى أن السفن الهاربة من البحر الأحمر والمبحرة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا رأس الرجاء الصالح تواجه الآن ظروفًا جوية محفوفة بالمخاطر، مشيرة إلى إن شركة سي إم إيه سي جي إم (CMA CGM SA) فقدت في وقت سابق من هذا الأسبوع 44 حاوية نتيجة الظروف الجوية القوية غير المتوقعة قبالة ساحل جنوب إفريقيا، مع تضرر 30 حاوية أخرى.
وأفادت شركة ميرسك – إيه بي مول بأن سفينة تأخرت في الوصول إلى كيب تاون، بسبب ظروف الإبحار غير المواتية.
وتحدثت مصادر مطلعة عن أن العواصف القريبة من الساحل الأفريقي تسببت في إحداث فوضى في الطريق الرئيسي الذي كانت تستخدمه السفن لتجنب هجمات القوات اليمنية في البحر الأحمر، وقد قامت سفن الحاويات على وجه الخصوص بتحويل مسار آلاف الأميال حول القارة، وأوضحت إن التأثير يظهر أيضاً في بيانات تتبع كيفية وصول السفن إلى رأس الرجاء الصالح. إذ انخفض عدد سفن الشحن في أعماق البحار التي وصلت إلى هناك في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى 18 سفينة، وهو أقل عدد في أي يوم منذ أكتوبر على الأقل، وفق شركة كلاركسون ريسرتش سيرفيسيز Clarkson Research Service وهي وحدة تابعة لأكبر وسيط سفن في العالم.
وأظهرت بيانات تتبع السفن أن بعض السفن أوقفت رحلاتها مؤقتاً لانتظار مرور الطقس السيئ. ويبدو أن السفن الأخرى اتخذت مسارات أوسع حول الساحل الأفريقي.
في السياق أعلنت شركة الشحن البحري الداعمة للعدو ميرسك أنها فعلت خطة الطوارئ في محاولة لتقديم أقصى تغطية في جنوب إفريقيا، نتيجة الظروف الجوية القاسية بما في ذلك الرياح القوية والأمواج العالية والأمطار الغزيرة، معربة عن الأمل في التوصل إلى حل مستدام في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن الوضع في البحر الأحمر وخليج عدن، يتطور باستمرار ويظل متقلباً للغاية، مؤكدة أن المخاطر لا تزال عند مستوى مرتفع بشكل كبير، وبالتالي قد يكون لها تأثير محتمل على العمليات اللوجستية لعملاء الشركة.
بالمحصلة وأمام ما تواجهه سفن التجارة التابعة للعدو أو المرتبطة به، ما على العدو الصهيوني إلا أن يعي بأنه لا حل أمامه إلا وقف العدوان وفك الحصار عن اهالي غزة وإلا سيكون أمام مرحلة جديدة من التصعيد اليمني قد لا يقوى على الصمود امامها كثيرا.