السّفُن الأمريكيّة في مرمى القوّات اليمنيّة.. مُعادلةُ البحر تتوسّع
معادلة جديدة فرضتها القوات المسلحة في اطار ردها على الاعتداءات الامريكية على اليمن، حيث باتت السفن الامريكية في عرض البحر الاحمر هدفا مشروعا، ما يعني ان عمليات البحر لم تعد مقتصرة على السفن الاسرائيلية وحدها.
في يوم الثاني عشر من يناير، اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن تنفيذ عمليات مشتركة على اليمن، زعمت حينها ان تلك العمليات استهدفت قدرات قوات صنعاء، ودمرت منصات اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
بدى من خلال الاعلان الامريكي عن ضرب مواقع متعددة على طول المحافظات اليمنية، وكأنه انجاز كبير تحقق، وعطل قدرة اليمنيين على تنفيذ الضربات.
اليوم وبعد يومين فقط من العدوان على اليمن، سفينة امريكية في خليج عدن، تستهدف بشكل مباشر، أثبت اليمن بذلك ان تحذيراته لم تكن للاستهلاك الاعلامي كما تعتقد واشنطن، وانما لها وقع عملي في الميدان.
البنتاغون اقر بالعملية، واعلن ان صنعاء استهدفت السفينة جيبرلتار إيغل في خليج عدن، زاعما أن السفينة المستهدفة لم توجّه نداء استغاثة، ما يشير الى ان هذه الضربة كانت مفاجة للامريكي ولم تمنحه الوقت لتدارك الواقعة.
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر يجب أن تتوقف، وسيفعل كل ما يلزم للحد منها، مشيرا إلى أن تلك هجمات سببت ضررا اقتصاديا كبيرا.
يتغابى البريطاني، عندما يحاول التغطية على عيون العالم عن السبب الرئيسي للمشكلة وحلها الجذري، فالحل كما تؤكد صنعاء، يتمثل بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وهي خطوة اسهل بكثير من تحريك قوات وطائرات والاقدام على فتح معركة مع اليمن، ستكون تداعياتها كارثية على المنطقة والاقليم.
مغامرة غير محسوبة العواقب، هكذا وصف المراقبون الاعتداء الامريكي على اليمن، في الوقت الذي كان من الاجدى انهاء حرب الصهيونية الفاشلة على غزة، ورفع الحصار الظالم عنها، فبعد مئة يوم من الهزيمة، بات من المؤكد ان حسابات الكيان الصهيوني كانت غير مدروسة، تهور قاد الى حالة الفشل التي هم عليها اليوم، وهاهي ادارة بايدن تعيد الخطأ نفسه مع صنعاء، كل ذلك من اجل خدمة قادة الصهاينة اللذين انتحرو سياسيا، وليس بالامر البعيد ان يكون بايدن هو الاخر قد انتحر سياسيا بالفعل بعد تورطه في اليمن، والايام ستكون خير دليل على ذلك.