29 حزيران , 2025

في ظل الهدنة الهشة: واشنطن تضغط بالتهديد وايران ترفض المساومة على حقوقها

بعد ستة ايام على وقف اطلاق النار بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الغاصب اثر فشل اهداف العدوان الصهيوني الاميركي ، تبقى حالة الهدنة هشةً في ظل المؤشرات السياسية والأمنية الصادرة من واشنطن التي تؤكد أن خيار التصعيد لا يزال حاضرًا بقوة.

رغم حجم العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران لم تنجح الجولة الأولى في تحقيق أهدافها المعلنة. البرنامج النووي الإيراني لم يُدمَّر، بل بقيت منشآت حساسة مثل فوردو ونطنز في الخدمة ولو مع أضرار محدودة. على الجبهة السياسية، لم يتمكن الأميركيون من زعزعة النظام الإيراني، بل على العكس، أظهر الرد الإيراني قدرة على امتصاص الضربة ثم الرد بشكل منسّق ومدروس ومؤلم.

الجمهور الإيراني لم يتراجع، بل خرج مؤيداً للقيادة بعد الردود الصاروخية المتقنة، والتي لم تكتف بضرب العمق الإسرائيلي، بل امتدت لتشمل قواعد أميركية في الخليج، ما عزّز اللُحمة الوطنية. والأهم، أن تصريحات ترامب كشفت صراحة أن الهدف الأميركي لم يكن تقنياً بحتاً، بل سياسي–أيديولوجي

ورغم الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار  بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الغاصب إلا أن المؤشرات السياسية والأمنية الصادرة من واشنطن تؤكد أن خيار التصعيد لا يزال حاضرًا بقوة.

ففي رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، كشفت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة أبلغت بأن هدفنا هو تدمير قدرة إيران على التخصيب ووقف خطر امتلاكها سلاحاً نووياً.

كما أن الكونغرس الأميركي، وبشكل لافت، رفض مشروع قانون قدّمه الديمقراطيون لتقييد صلاحيات ترامب بشأن شن الحرب على إيران، ما يفتح الباب أمام قرارات فردية من الإدارة في حال تقرر العودة إلى العمل العسكري.

يُضاف إلى ذلك الانزعاج الأميركي مما اعتبروه عناداً إيرانياً، بعد أن رفضت طهران تقديم أي تنازلات سياسية أو تقنية في أعقاب المواجهة. بل خرجت القيادة الإيرانية بخطاب واثق يعيد تثبيت خطوطها الحمراء، ويعلن صراحة أن الرد كان مشروعاً ومتناسباً.

بالإضافة إلى أن وقف إطلاق النار الذي أنهى الجولة الأولى من العدوان لم يكن نتيجة لتفاهم بين إيران وكيان الاحتلال، بل جاء كحصيلة لتوازن الردع الذي فرضته الضربات الإيرانية الصاروخية لا سيما الضربة الإيرانية الأخيرة، وتداعياتها على الداخل الإسرائيلي والدور الأميركي.

لذلك، يبقى هذا الهدوء هشاً. وكما أقرت وسائل إعلام العدو بأن التهدئة الجارية ليست أكثر من حالة مؤقتة، وأنها مرهونة بشكل رئيسي بدور الولايات المتحدة في ضبط الإيقاع.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen