24 حزيران , 2025

مقاومة المشروع الإسرائيلي- الأميركي.. خيار الشعب الإيراني

رغم محاولة العدو الصهيوني اثارة الشارع الايراني خلال الحرب، الا ان الشعب اثبت من جديد التفافه حول القيادة مؤكدا ان مقاومة المشروع الإسرائيلي - الأميركي ليست شعاراً، بل هي خيار شعب بأكمله.

منذ بداية العدوان الصهيوني - الأميركي على إيران، عاد الرهان التقليدي على ما يسمى بالمعارضة الداخلية إلى الواجهة، رهانات تعيد واشنطن وتل أبيب تكرارها، على أمل تفكيك الجبهة الداخلية من خلال العقوبات والتحريض الإعلامي، والدعم التقني الموجّه لأي تحرّك احتجاجي، مهما كانت دوافعه.

لكن اللافت هذه المرة، هو دخول العدو الصهيوني على الخط بشكل أوسع، مستفيداً من سنوات من بناء شبكات من المرتبطين بالخارج، ساعياً إلى استخدامهم كمحاور ارتكاز في معركته الجديدة

 ومع كل ما جرى، كانت الرسالة واضحة: استهداف الرموز الأمنية والمؤسسات السيادية، كالباسيج، وقوات مكافحة الشغب، وحتى سجن ايفين، في محاولة لتصوير العدوان كأنه عملية تحرير للشعب الإيراني.

في مقابل هذه الحرب النفسية والإعلامية، جاء الرد الشعبي الإيراني مدوّياً، التفاف واسع حول القيادة، وتطوّع من الآلاف لخدمة البلاد في شتى المجالات، من الدفاع إلى الإغاثة. كل ذلك من دون إعلان حالة طوارئ، ما يدل على حجم الوعي والانتماء الذي تفوّق على حملات التضليل والتشكيك.

ومع فشل هذه الحملات، لجأ العدو إلى ما هو أخطر، تصفية العقول، استهداف العلماء والباحثين الذين لم يكونوا جزءاً من المشروع النووي، لكنهم مثّلوا نخبة قادرة على تطوير برامج إيران، تمت متابعتهم في المؤتمرات العلمية، وتعقّبهم إلى منازلهم، ليُغتالوا في محاولة لتجفيف منابع التطور العلمي الإيراني.

هذه الحرب التي سعت لاستهداف دماغ الجمهورية الاسلامية الإيرانية، لا منشآتها فقط، أكدت من جديد أن الصراع تجاوز كونه عسكرياً أو حتى أمنياً، إنها حرب على الوجود، والهوية، والاستقلال العلمي والسياسي.

في ظل هذا المشهد، لم تنكسر إيران، بل نهضت، مستندة إلى شعب قرأ الرسالة جيداً، وما كان يُراهن عليه كتهديد داخلي، انقلب إلى نقطة قوة، أثبتت للعالم أن مقاومة المشروع الإسرائيلي - الأميركي ليست شعاراً، بل خيار شعب بأكمله.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen