18 كانون الثاني , 2025

الغارديان تكشف حجم الدّمار الهائل في غزّة وتؤكد عدم استسلام الشعب

في تحقيقٍ شامل تحدّثت صحيفة الغارديان البريطانية عن الدّمار الإنساني والبيئي الهائل الذي تعرّض له قطاع غزّة طيلة ١٥ شهراً مشيرةً إلى انّه رغم كلّ ذلك الا أن الفلسطينيين لم يستسلموا.

تبعاتُ الحرب الاجراميّة على قطاع غزّة تناولتها كبرى الصحف الغربية التي سلّطت الضوء على الكارثة الإنسانية التي حلّت بالقطاع المحاصر على مدى ١٥ شهراً.

تحقيق شامل أعدّته صحيفة الغارديان البريطانية تناول جوانب عدة من الآثار المدمرة للحرب الصهيونية ، ووفقًا للتحقيق، استشهد أكثر من 46,000 فلسطيني، يمثلون نحو 2% من سكان غزة قبل الحرب، بينهم 13,319 طفلاً، أصغرهم بعمر ساعات فقط.

كما أصيب 110,000 شخص، يعاني ربعهم من إصابات دائمة كالبتر والحروق الشديدة.

ولا يزال عدد الضحايا الفعلي غير معروف بالكامل، إذ يُعتقد أن نحو 10,000 شخص دُفنوا تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات والوقود اللازم لعمليات البحث.

وحول القطاع الصحي في القطاع، كشف تحقيق الغارديان أن المستشفيات في غزة تعرّضت إلى 654 هجومًا مباشرًا، ما أدى إلى استشهاد 1,050 من العاملين الصحيين، بينهم أطباء ومسعفون.

وأكدت منظمة الصحة العالمية انخفاض عدد المستشفيات العاملة جزئيًا إلى 17 من أصل 36 مستشفى ، حيث اعتمد السكان على 11 مستشفى ميدانيًا تفتقر إلى الإمدادات الطبية والكوادر الصحية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية.

ونتيجة لذلك، سُجلت 1.2 مليون إصابة بالجهاز التنفسي و570,000 حالة إسهال حاد.

وتطرّق تحقيق الغارديان إلى أزمة الغذاء الخانقة إذ قال: ان الحصار المفروض على دخول المساعدات ادى إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، حيث أكدت الأمم المتحدة أن 96% من الأطفال دون السنتين والنساء يعانون من نقص غذائي حاد. كما يواجه 345,000 شخص نقصًا كارثيًا في الغذاء، و876,000 شخص يعانون من مستويات طارئة لانعدام الأمن الغذائي.

وعن الدمار البيئي والزراعي جراء الحرب ، قالت الغارديان أنها أدت الى تدمير 40% من الأراضي الزراعية، وتلوث التربة والمياه، وتدمير 31 من أصل 54 خزان مياه. كما خسر القطاع نصف الغطاء الشجري نتيجة القصف والتلوث، مما يهدد الأمن الغذائي للسكان.

واختتم تحقيق الغارديان بالحديث عن الصمود الأسطوري للشعب والمقاومة ، حيث رغم كل ما تعرض له قطاع غزة من جرائم ومجازر إبادة وحشية لم يسبق أن شهدتها المنطقة العربية، إلا أن كل ذلك لم يجعل الفلسطينيين مقاومة وشعباً يفكرون ولو مجرد التفكير في الاستسلام للاحتلال الإسرائيلي، حتى على مستوى الهروب من شمال قطاع غزة على وقع ما ارتكبه الاحتلال من جرائم بهدف إجبار الشعب على مغادرة شمال القطاع والهروب نحو الجنوب إلا أن الفلسطينيين لم يقبلوا بترك مناطقهم ومنازلهم بما فيها التي أصبحت ركاماً فوق بعضها وفضلوا البقاء في شمال القطاع ونصب خيام النزوح على ركام منازلهم.

الصحيفة التي وصفت حجم الدمار في غزة بالغير مسبوق أشارت كذلك إلى أن تبعات الحرب وعواقبها ستكون طويلة الأمد ليبقى الثمن الإنساني والاقتصادي للحرب شاهداً على فداحة المعاناة التي عاشتها غزة طيلة فترة المعركة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen