عمليات الجيش اليمني في البحار وابعادها الاستراتيجية والسياسية
منذ ان فتح اليمن جبهته الإسنادية في البحر الأحمر وصولا الى المتوسط والمقاتل اليمني يخوض غِمارَ معركة الجهاد المقدَّس والفتح الموعود دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم وإسناداً لمقاومته الباسلة، ضمن معركة طوفان الأقصى البطولية، فماذا في الابعاد الاستراتيجية والسياسية لهذه المعركة؟
معاركُ فرَضَها عليهم إيمانُهم بعدالة قضيتهم المركَزية التي تنبثقُ من مظلومية الشعب الفلسطيني وآمالِه وطموحاتِه وتطلُّعاتِه التوَّاقَةِ للحرية والاستقلال، وهذا الإيمَـانُ الراسِخُ ينطلِقُ وَفْقَ ثقافةٍ قرآنيةٍ لا تحتمِلُ الانتقائيةَ والتسويفَ أَو الاجتزاءَ لنصوصها الدينية الشرعية الثابتة.
منذُ بَدْءِ العمليات البحرية للقوات المسلحة اليمنية في نوفمبر 2023م، تم استهداف أكثر من 186 سفينة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، منها اقتياد سفينة إلى الساحل اليمني، وإغراق ثلاث سفن، وإحراق واحدة أُخرى، خلال مراحل التصعيد المختلفة؛ بهَدفِ منع كُـلّ السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بها من المرور، وإحكام الحصار البحري عليها؛ لإجبارها على وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
في الإطار اعتبر مراقبون أن اقتحام وإحراق السفينة سونيون كان أكبر بيانٍ عملي تعطيه القوات اليمنية للشركات العالمية وتدفعها للتفكير ألف مرةٍ ومرةً إذَا ما تعاملت مع الكيان
وبحسب الخبراء فجديدُ ما وثَّقته عمليةُ "سونيون"؛ أنها حملت عدة أبعادٍ استراتيجية وسياسية وتعكس تصعيدًا نوعيًّا ضد الدول المتورطة في الدفاع عن الكيان الصهيوني، وقد تدفعهم للضغط عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات؛ بحثًا عن حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد.
كما أنها ترسل رسالة قوية إلى الشركات والدول التي تتعامل مع الموانئ المحظورة، بأنها ليست في منأى عن الاستهداف
ويشير الخبراء على أن مثل هذه العمليات قد تؤدي إلى زيادةِ المخاوف الأمنية بين المستوطنين الصهاينة وعلى التجار بدرجة رئيسية؛ كونهم يعتمدون على الشحن البحري للحصول على السلع الأَسَاسية، مشيرين إلى أنها ستؤثر حتى على التحالفات الدولية والإقليمية مع الكيان، بعد فشلها في تعزيز تعاونها الأمني لمواجهة هذه التهديدات البحرية.
أن هذه الجوانب مجتمعة تعكسُ مستوىً عاليًا من الاحترافية والقدرة على تنفيذ عمليات معقَّدةٍ بنجاح، وتَنُــــمُّ على مهاراتٍ قتاليةٍ تكتيكيةٍ وميدانيةٍ عالية، وتراكيب جسمانية ونفسية فائقة الجودة، كما أنها تعبر عن مواقفَ بطولية نادرة، لا يمكن أن تراها في غيرِ هؤلاء الفتية المجاهدة من أبناء القوات المسلحة اليمنية.