29 حزيران , 2025

تدمير ممنهج في جنين: الاحتلال يصعّد عدوانه في الضفة الغربية

تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسة التدمير المنهجي في الضفة الغربية، في مشهد يعكس تحوّل الضفة إلى ساحة حرب صامتة موازية للعدوان المستمر على غزة.

مع تصاعد الهجمات العسكرية، اتسع نطاق الاقتحامات، وازدادت وتيرة الاعتداءات بحق المدنيين وممتلكاتهم، في ظل غيابٍ مطبق لأي ردع دولي أو مساءلة ففي شمال الضفة، شهد مخيم جنين ليلة دامية، إذ اقتحمت قوات الاحتلال المخيم مساء السبت، وفجّرت أحد المنازل، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان ودوي انفجارات هزّ أنحاء المدينة. تزامن ذلك مع استمرار جرافات الاحتلال في أعمال الهدم داخل المخيم، ضمن خطة إسرائيلية معلنة منذ التاسع من يونيو الجاري، تقضي بهدم ما يقارب 95 منزلاً سكنياً. ووفق بلدية جنين، فقد تجاوز عدد المنازل المدمّرة بالكامل 600 منزل، بينما تضررت عشرات المساكن الأخرى بشكل يجعلها غير صالحة للسكن، ما يُهدد بحدوث موجة نزوح جديدة.

في المقابل، فرض الاحتلال حصارًا مشددًا على مخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة، ترافقت مع تحركات عسكرية مكثفة ودوريات مشاة، ضمن ما وصفته مصادر محلية بـ”خطة ممنهجة” لهدم 106 مبانٍ سكنية وتجارية في المخيمين. وتندرج هذه العمليات تحت الحملة العسكرية التي أطلقتها سلطات الاحتلال في 21 يناير الماضي، والتي بدأت في جنين وامتدت تدريجيًا لتشمل مدنًا وبلدات أخرى.

وفي جنوب نابلس، هاجم مستوطنون منزل عائلة صوفان في قرية بورين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وطردوا سكانه قسرًا، قبل أن ينصبوا خيمة أمامه في محاولة واضحة لفرض أمر واقع استيطاني جديد. واندلعت مواجهات عنيفة عند أطراف قرية تل بين الفلسطينيين من جهة، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى.

أما في شرق الضفة، فقد اقتحم مستوطنون منطقة شلال العوجا البدوية قرب أريحا، وتجولوا بين مساكن المواطنين، في مشهد استفزازي متكرر يهدف إلى تهجير السكان الأصليين وفرض وجود استعماري دائم. وفي خِربة سمرا قرب طوباس، اضطرت ست عائلات فلسطينية إلى مغادرة منازلها بفعل اعتداءات المستوطنين المستمرة منذ أكثر من عامين، بحسب ما أفاد به مسؤولون محليون لوكالة الأناضول.

وامتدت الاقتحامات إلى محافظات متعددة منها طولكرم، قلقيلية، رام الله، طوباس، والخليل، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل الغازية، ما تسبب بوقوع إصابات في صفوف المدنيين، خاصة في مخيم العروب ومخيم الفوار جنوب الخليل.

وتُعَد هذه الجرائم امتدادًا مباشرًا لسياسات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، والتي شملت تنفيذ إبادة جماعية بحق السكان في قطاع غزة، بدعم واضح من الإدارة الأمريكية، وتحدٍ سافر لأوامر محكمة العدل الدولية التي دعت لوقف العدوان. وبحسب تقارير حقوقية، فإن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 189 ألف ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تفشي المجاعة التي باتت تحصد أرواح المدنيين.

وفي ظل العدوان المستمر على غزة، تتكشف فصول حرب صامتة لا تقل خطورة في الضفة الغربية، حيث يتعرض الفلسطينيون لهجمات مركبة تستهدف كيانهم ووجودهم، وسط تواطؤ دولي يُشرعن الإبادة ويفرغ القانون الدولي من مضمونة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen