26 حزيران , 2025

إيران تختم الجولة بنقطة حاسمة: لا سلام قبل الرد، ولا نهاية تُفرض من واشنطن أو تل أبيب

إيران تختتم الجولة بضربة دقيقة قبيل وقف النار، مؤكدة أن الكلمة الأخيرة لها، وأن الرد على العدوان الأميركي الإسرائيلي ليس رهناً بأي تفاهم سياسي بل قرار سيادي لا يُساوَم عليه.

في مشهد يعكس انقلاب المعادلات، اختتمت إيران الجولة الأخيرة من الرد على العدوان الإسرائيلي–الأميركي بضربة صاروخية مركّبة جاءت في الدقيقة الأخيرة قبل سريان وقف إطلاق النار، لتعلن أن الكلمة الأخيرة ليست لواشنطن ولا لتل أبيب، بل لمن يملك القدرة على إطلاق النار حتى اللحظة الأخيرة. ففي تمام الساعة 6:59 صباحاً، أي قبل دقيقة واحدة من دخول التهدئة حيّز التنفيذ، انطلقت موجة صواريخ إيرانية باليستية ومسيّرات انتحارية نحو أهداف استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي، أبرزها مستوطنة بئر السبع وقاعدة رامات دافيد الجوية، مخلّفة قتلى ودماراً واسعاً أربك حسابات العدو وأثبت فشل منظوماته الدفاعية.
العملية التي نُفّذت على خمس جولات خلال ساعة واحدة فقط، لم تكن مجرد استعراض ناري، بل رسالة مركّبة مفادها أن الرد الإيراني ليس بنداً تفاوضياً، بل قرار سيادي يُمارس دون إذن من أحد، وأن منطق الردع لا ينتهي بتفاهمات سياسية شكلية. فطهران، بتوقيت الضربة ودقتها، لم تكن تسعى لإنهاء المعركة عسكرياً فقط، بل لإغلاقها نفسياً ومعنوياً على الكيان، عبر زرع صورة دمار محفورة في وعي المستوطنين، تُذكّرهم دائماً بأن لا مكان آمناً في هذه الأرض المغتصبة.
المعركة الأخيرة لم تكن كسابقاتها. فإسرائيل، التي اعتادت الحروب القصيرة ضد فصائل محاصرة، وجدت نفسها فجأة أمام خصم يملك عمقاً استراتيجياً، وقراراً مستقلاً، وقدرة على ضبط إيقاع التصعيد وفق ما يخدمه لا وفق ما تطلبه واشنطن. نتنياهو الذي وعد بإسقاط التهديد الإيراني خلال أسبوعين، تلقى الرد الإيراني في اليوم الرابع عشر تماماً، لكن بشروط طهران، لا بشروط تل أبيب.
الرسالة النهائية كانت واضحة: من يبدأ الحرب لا يملك وحده قرار إنهائها. وإيران لم تُنه الجولة بإطلاق النار فقط، بل بإعادة تعريف قواعد الاشتباك في الإقليم، حيث لا تهدئة تُفرض من فوق، ولا أمن للعدو ما دامت جذور العدوان مزروعة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen