الوعد الصادق 3.. فصل جديد من المعادلة الردعية الإيرانية بوجه القوى المعادية
إنجازات نوعية واستراتيجية حققتها الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال عملية الوعد الصادق ثلاثة التي جاءت في إطار الرد المشروع على العدوان الصهيوني الامريكي.. عملية أعادت تحديد موازين القوى، ورسمت معادلة ردع ايرانية جديدة في وجه العدو الاسرائيلي وكل القوى الغربية المعادية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
فصل جديد من المعادلة الردعية ضدّ المحتلين الأميركيين في المنطقة فتحته القوات المسلحة الايرانية من خلال عملية الوعد الصادق ثلاثة، التي شكّلت محطة مفصلية في المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني وحلفائه الدوليين.
سلسلة من الإنجازات العسكرية النوعية والاستراتيجية على المستوى الأمني والسياسي، حققتها طهران من خلال هذه العملية في مشهد يعكس تصاعد قوة الردع الإيرانية وقدرتها على فرض معادلات جديدة في الإقليم. أهم هذه الانجازات الرد الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية حيث كان الأضخم والأكثر دقة من نوعه، بالنظر إلى الطابع الاستراتيجي والحساس للأهداف التي أصابتها الصواريخ الإيرانية، إذ طالت مراكز تُشكّل العمود الفقري للوجود العسكري الأمريكي في منطقة غرب آسيا، بما في ذلك مفاصل القيادة والسيطرة الجوية. واعتُبر تحولًا من الدفاع إلى الهجوم، وفرض واقعًا استراتيجيًا جديدًا يهدد تموضع القوات الأمريكية في الخليج.
ففي الجانب العسكري، يؤكد مراقبون ان الجمهورية الإسلامية تمكنت من مواجهة قوتين نوويتين والتغلب على جميع قدرات حلف الناتو، إلى جانب الحفاظ على قدرات العمليات الصاروخية دون أن تتأثر بآلة الحرب. كما حافظت على 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وبقيت قدرة التخصيب في منشأة فوردو النووية على حالها، ما يقطع الشك باليقين حول فشل العدوان في كبح التقدم النووي الإيراني.
وعلى المستوى الأمني، فقد تم كشف شبكات الموساد والشاباك وضربها بقوة، مما أحدث خللاً في البنية الاستخباراتية المعادية، وساهم في ترسيخ الخوف من إيران داخل الأراضي المحتلة، وفرض صورة قوة مهابة لدى المستوطنين وجيش الاحتلال على حدّ سواء. حيث شهدت البلاد وحدة وتضامنًا وطنيًا تاريخيًا، وزوال جزء من المعارضة، في وقت تم فيه خلق شرخ عميق بين المعارضين. وقد عبّر الشعب الإيراني عن إدراك عميق لوجود العدو وشبكاته داخل المجتمع، وفهم أوسع لـأهمية الأمن ومفهوم انعدامه، ما أسهم في تكوين صورة ذهنية صحيحة وملموسة عن دور القيادة في حماية الوطن.
أما سياسيًا، فقد أسفرت العملية وفق مراقبين عن نهاية سياسية لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وإجبار دونالد ترامب ونتنياهو على التراجع، في مشهد دلّ على هشاشة التحالف الأميركي-الصهيوني أمام الإرادة الإيرانية. كما ثبت أن الدول العربية التي تستضيف قواعد أميركية لم تعد بمأمن من الهجمات التالية، ما سيؤثر على معادلات تموضع القوات الأجنبية في المنطقة.
كما وأثبتت إيران تفوقها في مواجهة أحدث التقنيات العسكرية في العالم، ما رسّخ حضورها كلاعب إقليمي ودولي فاعل، قادراً على التأثير في مسار الأحداث وموازين القوة.